تزامنا مع مرور عشرين عاما على تأسيسه بمشاركة بلدان عربية وأفريقية وأوروبية، تلتئم دورة جديدة من مهرجان "24 ساعة مسرح" دون انقطاع في الفترة من 23 إلى 27 مارس الجاري ليوشح تفاصيل مدينة الكاف بألق الفن الرابع. وعلى أركاح المدينة المطرزة بالفن والحياة، يقترح المهرجان عروضا مسرحية في مركز الفنون الركحية والدرامية والمركز الثقافي الدولي يوغرطة، عروض ستتجاوز الاركاح الكلاسيكية إلى فضاءات أخرى تقترب أكثر فأكثر من المواطنين وخاصة أولائك الذين يصعب نفاذهم إلى الثقافة والفن. المواقع الأثرية وشوارع المدينة وبعض الأحياء الشعبية والساحات العمومية والسجون والمدارس الحدودية والفضاءات الثقافية الخاصة، ستكون وجهة العروض في هذه الدورة في انسجام مع تصور يقوم على انفتاح على المحيط وخلق علاقات تعاون بين المؤسسات الثقافية والعمومية الخاصة بهدف رسم ملامح مشهد جديد يهدف إلى التعريف بالتجارب المسرحية ومنح الفرصة للجمهور لاكتشافها. وعن هذه المناسبة التي ينظمها المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف، قال مدير المركز عماد المديوني إن هذه الدورة تحتفل بمرور 20 عاما على تأسيس المهرجان الذي يعد من بين المناسبات الوطنية المهمة التي تحتفي بالمسرح أداة للتعبير وفضاء للإمتاع والإبداع وفرصة للقاء والإثراء الثقافي. وفيما يخص البرمجة، قال إن هذه الدورة تشهد مشاركة قياسية لعروض مسرحية من تونس وبلدان عربية وأفريقية وأوروبية اضافة إلى عروض كرنفال وحفلات موسيقية ومعارض للفن التشكيلي وعروض كوريغرافية وأنشطة موجهة للأطفال. وسيكون جمهور المسرح في الكاف على موعد مغ عروض من تونس ومصر وسوريا وفلسطين والأردن والجزائر وليبيا والعراق وإيران وكردستان وغينيا والسنغال ورومانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا. وفاتحة عروض المهرجان الذي تبدأ فعالياته غدا الأربعاء لتخلق حركية وديناميكية في مدينة الكاف، تكون بعرض مسرحية "ايكس" من إخراج محمد الطاهر خيرات وإنتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف. ومن المسرحيات المشاركة في هذه الدورة "موريسطان" للمخرج التونسي البشير الدريسي و"سكر مر" للمخرج السوري هشام غزال و"جنة هنا" للمخرح المصري محمد صابر و"عندما تنتهي تسقط" للمخرج الإيراني عبد الهادي الجرف و"ليلة ماطرة" للمخرج العراقي مهند العميدي. ولا يمكن أن تمر هذه الدورة التي تراكم عقدين من الزمن دون تكريم أسماء تركتها بصمتها في الذاكرة المسرحية على غرار عبد الحميد قياس ومحمد السياري والفاضل الخنوسي وعثمان الجزيري ومنير عوادي وليلى الشابي ووليد الزيدي. وبرمجة الدورة، لا تخلو من الندوات والموائد المستديرة إذ تناقش "المسرح والتنوع الثقافي" و"المسرحي والحراك السياسي" على أن تتواصل الورش التدريبية طيلة أيام المهرجان ومنها ورشة فن الممثل وورشة المسرح العلاجي.