اعتبر الرئيس الأسبق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، (سنة 2011) كمال الجندوبي، أن رئيس الجمهورية قيس سعيد تعامل مع تنظيم مهام وتركيبة هيئة الانتخابات بانفرادية ولم يعتمد التشاركية والحوار في مسار إقراره للمرسوم لا مع الاحزاب ولا مع منظمات المجتع المدني التي اكتسبت تجاربا في هذا المجال. وأشار كمال الجندوبي في لقاء مع صحيفة الصباح في عددها الصادر اليوم الخميس 28 أفريل 2022، إلى أن تمش رئيس الجمهورية يخلف انعداما شبه تام للشفافية وما يزيده ثقلا ان القرار غير قابل للطعن، مضيفا أن "التغير الذي طرأ عليها فيه مس كبير من استقلاليتها وسيجعلها تتقدم بخطوات متعثرة". وقال الجندوبي إن رئيس الجمهورية يعيّن كل أعضاء الهيئة وفي نفس الوقت هو الوحيد الذي له صلاحيات الاعفاء، وهو جعل بذلك هيئة الانتخابات تعكس صورة طبقا للأصل لما يقوم به على مستوى الرئاسة. ولفت إلى أن هناك اشكالات تتعلق بالمس الجذري من استقلالية الهيئة ما سيطرح تشكيكا في مسألة حيادها وهو أمر سيغذي التشكيك في النتائج التي ستصدر عنها وسيكون قادحا للعزوف عن الانتخابات ومقاطعة الاستحقاقات الانتخابية وعدم الاكتراث لها من قبل الجسم الانتخابي، وفق تصريحه. وقال الجندوبي: "أنا كرئيس سابق للهيئة وكعضو من ضمن أعضائها المرشحين اليوم وكحقوقي وكمواطن تونسي لا يمكنني ان اكون ضمن أعضاء هيئة الانتخابات الجديدة بتركيبتها وطبقا للنص الذي ينظمها، بل سأعمل من موقعي على نقدها ومراقبتها بكل شدة".