تمسك بموعد 16 أكتوبر وتأكيد على استقلالية الهيئة المستقلة للانتخابات جدد السيد كمال الجندوبي رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات التزام الهيئة بما اسماه "استقلالية القرار والحيادية واحترام القانون." وذلك طبقا للمرسومين عدد 27 و35 لسنة 2011 الذي يخول لها ممارسة كافة الصلاحيات المتصلة بضبط روزنامة العملية الانتخابية بما في ذلك تحديد موعد الانتخابات. واعتبر الجندوبي في جلسة عقدت يوم أمس بمجلس المستشارين بباردو أمام الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة أن الوفاق الوطني مع كل الأطراف السياسية والحكومة من الشروط الأساسية لإنجاح الموعد الانتخابي. وأعاد الجندوبي الذي كان مرفوقا بعدد من أعضاء الهيئة المستقلة للانتخابات تفسير قرار الهيئة بارجاء انتخابات المجلس التأسيسي إلى يوم 16 أكتوبر المقبل، والأسباب الموضوعية التي تحول دون تنظيم انتخابات في موعد 24 جويلية المقبل، مكررا نفس الحجج التي قدمها خلال الندوة الصحفية التي عقدتها الهيئة أول أمس. وحاول اعضاء الهيئة المستقلة للانتخابات في أول جلسة تداول مع الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة اقناع الرافضين لتأجيل الموعد الانتخابي بجدوى التأجيل بل بإلزامية هذا التأجيل حتى تكون الانتخابات المنشودة مستجيبة للمعايير الدولية.المفارقة أن الهيئة المستقلة للانتخابات هي وليدة هيئة تحقيق أهداف الثورة التي تولت انتخاب اعضائها ال16، وجدت نفسها في موضع اقرب منه إلى اللوم والعتب منه إلى الاتهام الصريح في ما يتعلق بقرراها تأجيل الانتخابات، قرار وصفه بعض ممثلي الحزاب والمستقلين من داخل الهيئة تحقيق اهداف الثورة ب"المتسرع" و"السياسي" و" غير الوفاقي".. كما نال الجندوبي ورفاقه انتقادا شديدا من بعض الأعضاء على خلفية تقصيرهم في التشاور مع هيئة تحقيق أهداف الثورة قبل اتخاذ الهيئة المستقلة للانتخابات قرارها تأجيل الموعد الانتخابي، وعلل الجندوبي ذلك بأن الهيئة كانت تحت ضغط الوقت وضغط اتخاذ قرار واضح وصريح مبني على حجج موضوعية بخصوص الموعد الانتخابي. قائلا " لقد كان علينا في ظرف وجيز اليوم وليس غدا الإجابة عن سؤال محوري: هل نضمن انتخابات شفافة ونزيهة في 24 جويلية أم لا؟" واعتذر الجندوبي عن عدم توجيه الدعوة لبعض الأحزاب في اللقاء الذي نظمته الهيئة المستقلة أول أمس الخميس ودعت اليه ممثلي الأحزاب لإعلامها بأسباب تأجيل الانتخابات وتقديم تفاصيل عن روزنامة المواعيد والآجال الاجبارية للإعداد للانتخابات.. وعبر رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات عن اعتقاده بأن الحكومة الانتقالية قادرة على التفاعل ايجابيا مع قرارها تنظيم الانتخابات في 16 أكتوبر، مفيدا أن الهيئة عرضت روزنامة الانتاخبات على رئيس الجمهورية المؤقت وعلى الوزير الاول في الحكومة الانتقالية فضلا عن اعلام غالبية الاحزاب بقرار تاجيل موعد الانتخابات تكريسا لمبدإ التشاور وحفاظا على الوفاق الوطني.. وعاب بعض أعضاء هيئة تحقيق أهداف الثورة على الهيئة المستقلة للانتخابات انفرادها بالقرار دون الرجوع أو التشاور معهم، وعبر عدد من ممثلي الأحزاب على غرار حركة النهضة، والديمقراطي التقدمي، عن خيبة املهم تجاه القرارات الانفرادية للهيئة المستقلة.فيما جدد آخرون مساندتهم المطلقة للهيئة المستقلة وفي كل ما تتخذه من قرارات في سبيل تأمين انتخابات ديمقراطية حرة وشفافة، وألقوا مسؤولية التأخير الحاصل في تنظيم انتخابات فيم 24 جويلية إلى حكومتي الغنوشي الأولى والثانية، وما رافق الفصل 15 من المرسوم انتخابات المجلس التأسيسي المتعلق بشروط الترشح ل"التأسيسي" من جدل وأخذ ورد بين الحكومة وهيئة تحقيق أهداف الثورة. كما نادى البعض بضرورة الرجوع إلى التوافق السياسي في موعد الانتخابات بين جميع الأطراف احزابا، ومجتمعا مدنيا، وهيئات، وحكومة انتقالية للخروج من عنق الزجاجة ومن المأزق السياسي حتى يتم العمل على إنجاح انتخابات المجلس التأسيسي.