عندما كتب الفنان والشاعر الغنائي الاسرائيلي بتسلئيل رفيف كلمات أغنيته " تونس" أثناء عطلته في اسرائيل قبل ثلاث سنوات، لم يكن يعرف ان الاغنية سوف يكون لها اثرا كبيرا وستشغل الرأي العام الاسرائيلي بشيبه وشبابه الى اليوم. قضى رفيف - الذي ولد في مدينة طبريا، من ابوين مهاجرين من تونس - عدة سنوات بين نيويورك وميلانو رغبة في بناء مجده المهني في الموسيقى. بعد كتابة "تونس" وادائها يقول رفيف "تغير مسار حياتي تماما". ويضيف كنت قبلها منجذبا وتواقا الى الغرب ، ولكني اجد نفسي اليوم متجها اكثر الى الشرق الأوسط والعالم العربي".. عندما كتبت الأغنية تساءلت بيني وبين ما هي تونس؟ ولماذا أكتب أغنية عنها؟ " ويقول رفيف لجريدة هاريتز "كتبت كلمات الاغنية وكاني اعرفها من قبل. في الحقيقة فاني اكتشفتها مثل قصة الخيميائي الذي ذهب للبحث عن مجده فوصل اليه. تونس في الأغنية وهي ايضا بلدي الاصلي هي بلدا متخيلا بالنسبة لي. انها أغنية عن مكان ساحر مفترض لا اعرفه، وهو المكان الذي فيه ذاكرة ابويا حيث لا يوجد كفاح من أجل البقاء على قيد الحياة. أنه مكان حيث كل شيء واضح و يعيش بسلام". ويلاحظ رافيف انه تم قام ببحث طويل عن معاني أغنيته، وقال انه شرع في عملية اكتشاف الذات والاتصال بجذوره عبر هذه الاغنية بالذات. " كانت عملية أساسية بالنسبة لي يقول رفيف - لاكتشاف حقيقيتي كتونسي من ابوين تونسيين على الرغم من كوني احمل الجنسية الاسرائيلية. ويضيف المغني كنت اشعر دائما بالخجل من والدي لانه شرقي وانتابني شعور لسنوات انه يجب ان يبقى بعيدا عن حياتي. واتذكر ان الدتي كانت تأتي إلى الروضة التي كنت ادرس فيها وانا صغير بملابسها التونسية وكنت افضل امام زملائي ان لا تاتي وتبقى في البيت". الان اشعر اني تجاوزت هذه العقدة وطردت الخجل عبر اغنية تونس لاني ادركت من انا. فهمت الصراع الداخلي الذي كان ينتابني لما كنت صبيا. الان فهمت انني من الممكن ان اكون اسرائيلي بجذور تونسية . يعرف رفيف اغنية تونس بكونها ليست مجرد أغنية ، بل هو وثيقة شخصية. نجاح الاغنية يعزى بالنسبة الى رفيف الى قيام الثورة التونسية التي منحتها شرعية الولادة كما يقول. انتشرت الاغنية عبر المواقع الاجتماعية في اسرائيل لا بين اليهود الشرقيين فحسب بل بين اليهود الاشكناز ولقي نجاحها باللغتين العبرية والانقليزية نجاحا مع نجاح الثورات. يقول رفيف ازددت حماسا عندما سمعت عن قيام الثورة في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا (تونس). بعد فترة وجيزة ، كتبت مقالات في الصحف الفلسطينية في الضفة الغربية تفسر النجاح الباهر للاغنية بين الشباب خلال ايام الثورة في تونس، وبثت الاغنية في كل المحطات الإذاعية تقريبا في اسرائيل. دعي رفيف بعدها لحضور مهرجان غنائي في جزيرة جربة التونسية ، ولكن ذلك لم يحدث على الرغم من جهوده للحصول على تأشيرة دخول - الجهود شملت التماسا على الانترنت ووساطات مع السفير التونسي في باريس ولكن ذلك لم يحدث. ولم يتمكن رفيف من الغناء في مهرجان جربة ولكنه تحصل فيما بعد على تأشيرة دخول مكنته في وقت لاحق من زيارة باحة كنيس الغريبة يهودي في تونس وأجراء مقابلات مع وسائل اعلام محلية.