ترك المنذر الكبير حارس الفريق الأول عاطف الدخيلي ليزج بزميله الشاب سيف الأحول بدلا عنه في مباراة يوم أمس أمام مستقل المرسى التي انتهت بفوز القناوية بهدفين مقابل صفر. وبغض النظر عن النتيجة أو أداء المعوض إلا أن وضعية عاطف الدخيلي تستدعي التوقف خصوصا لما نتحدث عن حارس يملك كل الإمكانيات ليكون أحد أفضل الأسماء على الساحة. الدخيلي أقنع الأسطورة الصادق ساسي "عتوقة" فيما اقتلع إعجاب المختار النايلي وشكري الواعر وصلاح الفاسي وغيرهم.. ولا نعتقد بالتالي أن إيمان هؤلاء جميعا بحارس الإفريقي هو كمثل اعتقاد الهنود بالبقر؟ وحتى نكون منصفين لا بد من التأكيد على أن ابن جندوبة الرياضية الذي انتدبه الأفارقة في صائفة 2008 لم يكن عند حسن ظن الكثيرين خلال سنتين تقريبا نال خلالهما الفرص تواليا لكنه أهدرها في كل مرة لتغيب التصديات التي كان من المفروض أن تثبته كحارس أول للفريق. عاطف عرف إشكالا من أجل تجديد عقده قبل أن تسوى وضعيته ويتم تمديد بقائه لأربعة مواسم جديدة ليكون مطالبا بالتأكيد لا سيما أن كل شروطه المادية قد وقع احترامها. حارس نادي باب الجديد لا تعوزه الإمكانيات وإنما يعاني مشكلا نفسيا واضحا أثر على أدائه بشكل لافت.. الدخيلي أعير في صائفة 2010 إلى الأولمبي الباجي لمدة موسمين كشرط من الباجية للتفويت في حارسهم سامي النفزي إلى الإفريقي إلا أن تجربة الدخيلي في عاصمة السكر باءت بالفشل إلى درجة أنه عانى من انتكاسة نفسية كادت تتسبب له فيما هو أسوأ قبل أن ينتشله مدرب الحراس الأسبق بوبكر الزيتوني ويعيده من جديد إلى حديقة المرحوم منير القبايلي. الزيتوني ألح على هيئة جمال العتروس التي قدمت وسط موسم 2010 - 2011 لتنهي إعارته إلى باجة وهو ما نجح فيه. عاطف الدخيلي نافس عادل وسامي النفزي ثم أيمن بن أيوب وصبر طويلا لينال فرصته التي سبقه إليها عدة حراس آخرين على غرار أسامة الماجري وصابر بن رجب ومحمد جبارة وعبد الرحمان الخياطي ولكن وصوله إلى العرين كان فاشلا للغاية. ولأن الدخيلي يبقى قيمة ثابتة ،ولأن من خبره عن قرب يعي هشاشته النفسية يمكن التأكيد أن الإفريقي يبقى مطالبا بتأمين أخصائي نفساني كما هو معمول به في الفرق المحترفة والمنتخبات الكبرى حيث يبقى ترميم المعنويات جزءا مهما في لعبة الساحرة المستديرة.