قالت رئيسة منظمة "حرية وانصاف" إيمان الطريقي اليوم الخميس 8 ماي 2014 ، والذي يوافق احياء تونس لليوم الوطني لمناهضة التعذيب ، انه يجب استثمار هذه المناسبة للتذكير بالجرائم المرتكبة في حق ضحايا التعذيب وليس للاحتفال، مشدّدة على وجوب تكافل كلّ الأطراف المعنية قصد محاربة ظاهرة التعذيب. وأكّدت الطريقي في تصريح لحقائق أون لاين أن منظمة "حرية وانصاف" لا تكتفي حاليا بتنظيم أنشطة وتظاهرات تتعلّق بمناهضة التعذيب بل انّها ترمي الى ترسيخ معالجة أكثر عمقا للظاهرة عبر الاعداد لاستشارة وطنية كبرى حول الموضوع بالتنسيق مع جهات حكومية وعلى رأسها وزارة العدل. كما أوضحت أن الاستشارة ستشمل دراسة ظاهرة التعذيب والارهاب في علاقة بالتونسيين في الخارج. وبخصوص تعامل الحكومة مع هذا الملفّ، استبعدت ايمان الطريقي أن تكون حكومة جمعة تزكّي التعذيب، مبيّنة أن تواصل هذه الظاهرة مردّه وجود شبكة كاملة تضمّ أمنيين تابعين لوزارة الداخلية وعناصر من رموز النظام السابق وأحزابا سياسية تسعى الى احياء التعذيب. غير أنها لم تتّهم أحزابا بعينها بالضلوع في التعذيب، موضّحة أن دور الأحزاب التي تعنيها غير مباشر ويتمثّل أساسا في عدم تعبير هذه الأخيرة عن استنكارها رسميا لتواصل التعذيب في السجون التونسية خاصّة في حق المتّهمين بالارهاب. وختمت محدّثتنا بتذكير التونسيين "أن لا يسقطوا في الفخّ"، معبّرة عن خشيتها من أن يؤدّي تعذيب المتهمين في قضايا ارهابية الى مغادرتهم السجن فيما بعد ناقمين على رجال الأمن الأمر الذي من شأنه أن يضرّ بالأمنيين الشرفاء حسب تعبيرها. تجدر الاشارة الى أن تونس تحيي اليوم الذكرى السابعة والعشرين لمقتل المناضل نبيل بركاتي تحت طائلة التعذيب في 8 ماي 1987 بأحد مراكز الشرطة والذي تمّ اعتباره يوما وطنيا اكراما للذين قضوا ضحية التعذيب في السابق وسعيا لحماية الحرمة الجسدية والانسانية من تبعات استمرار هذا النوع من الممارسات.