عاشت جماهير النادي الإفريقي مساء أمس فرحة عارمة وهي تحتفي بعمالقة فريق كرة السلة الذين زفوا الأميرة إلى البطولة في أول "زيجة إفريقية" بينهما.. احتفالات الأفارقة كانت في حجم انجاز فرع يحقق للمرة الأولى في تاريخه الثنائي ولكنه جعل من نادي باب الجديد ثاني فريق تونسي يحرز الثنائي في الرياضات الجماعية الأربع.. لاعبو الإفريقي كانوا فعلا عمالقة على امتداد الموسم حيث بسطوا سيطرتهم على كافة المسابقات ناهيك أنهم بلغوا بالأمس قرابة 50 فوز وهو رقم ليس بالسهل بلوغه إلا بعد بذل الجهد الكبير.. "تعملق" الأفارقة لم يكن حكرا على منجزاتهم الرياضية بل يمتد إلى أبعاد أخرى ذات بعد "تكافلي تضامني" وهو ما تختزله صورة المرحوم لسعد الورتاني التي وشحت صدر قميص قائد الفريق وقيدومه هشام الزاهي.. صورة "الزقو" كانت غاية في العرفان من قائد حالي إلى قائد سابق وفي الأمر رمزية ودلالية كبرى لأن من عرف اللاعبين على اختلاف نشاطهما يؤكد مدى تعلقهما بالإفريقي وحجم التضحيات التي قدموها.. قميص الزاهي كتب عليه تحت الصورة "الإفريقي قصة رجال".. عبارة اقتبسها كابتن فريق السلة من شعار جماهيري معروف "كونوا الزقو في البال" وفعلا كان عمالقة السلة رجال ولم ينسوا المرحوم.. العرفان بالجميل لم يكن حكرا على هشام الزاهي بل أن أصدقه صدر عن سليم الرياحي رئيس الفريق الذي وشح صدره لاعبو الفريق وإطاره الفني بالميداليات التي أحرزوا عليها فعمد إلى خلعها وتسليمها إلى محمد نور الميلاني رئيس الفرع وكأنه اعتراف بأنه من يستحق تكريم اللاعبين على مجهوداته وعلى حسن توظيفه للإمكانات المتاحة لديه للصعود على منصات التتويج.. سليم الرياحي أدلى بتصريح إلى الموقع الرسمي للنادي قال فيه "أشكر اللاعبين والإطار الفني على التكريم لكني اخترت أن أمنحه إلى نور الميلاني لأنه هو من يستحقه لوقفته على امتداد الموسم حيث ضحى كثيرا من أجل أن ينجح الفريق ويصل إلى منصات التتويج".. رئيس الإفريقي لم يكن أنانيا وأعاد الحق إلى أصحابه فنور الميلاني رغم صغر سنه استحق أن يتوج في نهاية الموسم وتكريمه من قبل الرياحي يعد أكبر اعتراف بالجهد الذي بذله طيلة السنتين اللذين قضاهما على رأس فرع كرة السلة..