تتصدر تونس لائحة الدول العربية على صعيد عدد المدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة و تبين الإحصائيات الرسمية التونسية أن الأمراض الناجمة عن التدخين تتسبب في سنويا في وفاة ما يزيد عن 6800 شخص بينهم 800 من الإناث. كل هذه الإحصائيات المفزعة جعلت الخبراء يصبون كامل تركيزهم على محاولة إيجاد طريقة لمساعدة المدخنين على الانقطاع عن التدخين و من هنا جاءت السيجارة الإلكترونية كحل يساعد على انقطاع عن التدخين و ليست كبديل للسيجارة العادية .لكن في الأونة الأخيرة كثرت التساؤلات عن مضار السيجارة الإلكترونية و المشاكل الصحية التي يمكن أن يتسبب بها دخان السيجارة الإلكترونية مما دفع المشرفين على المجمع المختص للسيجارة الإلكترونية لعقد مؤتمر صحفي للإجابة على هذه التساؤلات . صرح المشرفين على المجمع المختص للسيجارة الإلكترونية في الندوة الصحفية التي عقدت في نزل أبو نواس المشتل يوم 05 جوان 2014 أن بخار السيجارة الإلكترونية غير ضار و غير مسرطن و أكد أنه في الوقت الذي يتم فيه إحصاء 60 تركيبة مسرطنة في بخار السيجارة العادية فإن السيجارة الإلكترونية لا تطلق سوى مواد محترقة على غرار ثاني أوكسيد الكربون و دخانها يختفي في الهواء في ضرف 10 ثواني .كما أكد الدكتور فارس ميلي المختص في الأمراض الصدرية و الحساسية و مقاومة التدخين و عضو المكتب التنفيذي للجمعية التونسية لأمراض الجهاز التنفسي و الحسسية أن خراطيش السيجارة الإلكترونية تحتوي على النيكوتين و بروبيلان غليكول المعترف بأنه قليل السموم و غير مسرطن و كذلك على منكهات و مضافات أخرى مثل الكحول و الماء .في ما يخص الدراسات حول الأعراض التي يمكن أن تتسبب بها السيجارة الإلكترونية أكد الدكتور ميلي أنه إلى اليوم لم يتم إكتشاف أعراض سلبية و خطيرة سوى على مستوى الجهاز التنفسي أو القلب و الشراين و يبقى المشكل في المدى البعيد الذي لا يمكن لأحد التكهن بنتائجه في الوقت الراهن و لكن إعتبارا إلى أنها لا تحتوي على مواد مسرطنة فإنه لا يمكن إنتضار ظهور هذه الأمراض نتيجة إستعمال السيجارة الإلكترونية . و يذكر أن أغلب الدراسات أشارت إلى أن 31 بالمائة من مستعملي السيجارة الإلكترونية أكدوا أنهم أصبحوا قنوعين بالسيجارة بعد 6 أشهر من إستعمالها و 68.8 بالمائة أعلنوا عن التخفيض من إستهلاكهم و 48.8 بالمائة توقفوا نهائيا عن التدخين لمدة معينة .حسب إحصائيات رسمية نجح أكثر من نصف المدخنين الذين جربوا السيجارة الإلكترونية إلى التخفيض للنصف أو أكثر من إستهلاكهم للتبغ في حين لم يتوصل إلى مثل هذه النتيجة سوى 41 بالمائة من مستعملي اللصقات المساعدة على التوقف على التدخين .في فرنسا كذلك من أصل أكثر من 10 ملايين مدخن ، مليون و نصف أصبحوا يستعملون السيجارة الإلكترونية يوميا مما تسبب في نقص في مبيعات السجائر ب 7.6 بالمائة في السنة الماضية . و تبقى السيجارة الإلكترونية هي أهم ما وصل إليه العلم إلى حد الأن ، و هي وسيلة صلبة للإنقطاع عن التدخين في ضل فشل كل الحلول الأخرى .