نجح الترجي الرياضي في إيقاف نزيف النقاط المهدورة لما عاد في الجولة الفارطة بفوز ثمين من ملعب 15 أكتوبر أمام منافس قوي كالنادي الرياضي البنزرتي.. فوز كان قد أمنه الغاني هاريسون أفول بفضل هدفين في خمس دقائق حولا وجهة المقابلة.. انتصار تلته راحة بأسبوعين يفترض أن يكون الإطار الفني قد أحسن استغلالها ليبني على ما كسبه الفريق في بنزرت باعتبار أن تخطي عقبة قرش الشمال كان أكبر تحديات الفريق في الأسابيع الأخيرة.. خالد بن يحيى الذي خبر ظروفا مشابهة في تجربته الأخيرة مع الأحمر والأصفر يبدو خبيرا في تجاوز الأزمات غير أن الظرف الحالي للفريق يكشف بوضوح أن مهمته لن تكون سهلة في ظل هشاشة الرصيد البشري وتواضعه.. وضعية الثلاثي الأجنبي يمثل الجوهرة الغانية هاريسون أفول أحد الاستثناءات الجميلة للاعبين الأجانب في بطولتنا فعلى امتداد المواسم الخمسة الماضية ظل محافظا على ثبات مستواه وحسن استعداده ليخطف الأضواء محليا وأيضا مع منتخب بلاده الذي يغص بالنجوم.. ولأجل ذلك يبقى الحديث عن الاستغناء عن خدماته أمرا غير مطروح بخلاف الكاميروني يانيك نجانغ أو الايفواري فوساني كوليبالي اللذين لم يقدما المرجو منهما طيلة الفترة الماضية.. المنتدب من اتحاد المنستير يحظى ببعض الدعم على اعتبار أنه استقدم في ظرفية صعبة لم تساعده على تقديم أفضل ما عنده وهو طرح يتبناه الشق المعارض لخروجه على الرغم من ضعف هذا الطرح ذلك أن انتداب لاعب أجنبي يعني تقديم إضافة فورية للفريق وإلا فإن الصبر على أبناء يكون أفضل.. الحسم في الثلاثي المحلي سيكون في غضون الساعات القادمة حيث سيسقط من غربال الفريق أحد ثلاثة أسماء هي ماريغا وكوليبالي وياينك.. صراع ثنائي بات من الضروري على مسؤولي الترجي الرياضي الحسم في وضعية المالي موسى ماريغا الذي قد يضطر الفريق إلى دفع مبالغ مالية ضخمة تصل إلى أزيد من مليار ونصف.. الحسم في وضعية هذا اللاعب لن يكون إلا بتأهيله باعتبار أن الفريق لن يوقع نفسه في إشكال تكون مآله الفيفا لو يتجاوز أجل 15 سبتمبر دون تسجيله لدى الجامعة.. تأهيل المالي ليس سهلا بدوره باعتبار أنه يجب على المسؤولين إخلاء مكان من حصة اللاعبين الأجانب وهو ما لن يتم إلا عبر تسريح يانيك أو كوليبالي باعتبار أن مكانة أفول لا تنازع.. يانيك قد يضطر الترجي الرياضي إلى تعويضات ضخمة تناهز ما قد يحصل عليه ماريغا في صورة مقاضاته للفريق وتبعا لذلك لم يتبق أمام الهيئة سوى تسريح كوليبالي إما بالإعارة أو بفسخ العقد الذي لن يكون مكلفا بدرجة الكاميروني أو المالي.. الحسم ليس سهلا ولكن الهيئة مطالبة باتخاذ القرار حيث سيكون باستطاعتها تسريح ماريغا أو يانيك في ديسمبر مع استعادة كوليبالي في نفس الفترة إن كان للترجي حاجة إلى خدماته وبذلك ينجو الفريق من إشكال التقاضي ويوفر لنفسه فرصة إضافية لتقييم ماريغا ويانيك ثم تحديد مصيرهما..