يعقد اليوم الخميس 20 نوفمبر 2014، المجلس الوطني التأسيسي جلسته الختامية التي انطلقت منذ الساعة الثانية بعد الظهر. ومن المنتظر ان يقوم نواب المجلس الذين ساهموا في صياغة الدستور الجديد خلال هذه الجلسة المميزة بالتوقيع على مخطوطة باليد للدستور من الحجم الكبير، وذلك لإنهاء ثلاث سنوات من العمل عرف فيها المجلس عديد المواقف الطريفة أحياناً والجادة أحياناً أخرى. وفي هذا الإطار، اعتبرت القيادية في حزب التيار الديمقراطي سامية عبو في تصريح لحقائق أون لاين ان تجربة المجلس التأسيسي كانت هامة ومفيدة جداً وضرورية للبلاد وكان فيها إيجابيات ونوع من السلبيات. وقالت ان المجلس التأسيسي تطلب عملاً كبيراً وجهداً سواء كان في ذلك لصياغة الدستور أو في العمل اليومي وفي إقرار القوانين والتشريعات مشيرة إلى ان المجلس التأسيسي تعرّض إلى الظلم كثيراً وتمت مهاجمته والمتاجرة به كثيراً وفق تعبيرها. وأعربت عن اعتقادها بأن مجلس نواب الشعب الجديد لن يكون أفضل من المجلس التأسيسي مؤكدة ان صيغة البرلمان الجديد التي أفرزتها الانتخابات التشريعية الأخيرة لا تفرح. من جهتها، أوضحت النائبة عن حركة النهضة يمينة الزعلامي انها عندما وقع انتخابها سنة 2011 كانت تعتقد بأن المرحلة الانتقالية لن تدوم أكثر من سنة أو سنة و8 أشهر إلا أنها طالت نتيجة لأوضاع وطنية ودولية. وأضافت الزعلامي في تصريح خصت به حقائق أون لاين ان من فازوا بانتخابات 2011 أغلبهم من أبناء الشعب التونسي وكانوا ولازالوا من المناضلين، مشيرة إلى دورهم الكبير في تأسيس الديمقراطية وكتابة دستور جيد رغم ان معظم الكتل التي كانت متحدة قبل سقوط الديكتاتورية تحوّلت ضدّ بعضها. وأردفت بالقول ان النساء في المجلس التأسيسي كانوا من أحرص النساء على ضمان حرية المرأة رغم وجود ضغوط وتخوفات مشروعة من المجتمع المدني والمنظمات الاجتماعية مؤكدة في الوقت نفسه انه رغم الدور الكبير الذي تقوم به المرأة في كلّ المآزق والصعوبات إلا ان دورها داخل جميع الأحزاب، بما فيها حزبها، لا يزال ضئيلاً. وردّت ذلك إلى الأحزاب التي لا تمنح المرأة المجال كي تكون حاضرة داخلها على الرغم من دورها الكبير في المحافظة على الثورة والديمقراطية وفي تعديل المواقف مشددة على ضرورة ان تواصل المرأة عملها في الدفاع عن الحقوق والحريات ومعالجة قضايا المرأة خصوصاً تلك التي لا سند لها والأمهات العازبات اللواتي يجدن أنفسهن في ظروف صعبة. وأشارت محدثتنا إلى انه رغم الفرح بصياغة الدستور ومجموعة كبيرة من القوانين إلا ان هناك حزناً لفقدان نائبين هما محمد علوش الذي قالت انه كان حريصاً جداً على إتمام الدستور والشهيد محمد البراهمي الذي وصلت إليه أيادي الإرهاب والاغتيال. وشددت على انه يتعين على جميع القوى ان تتعايش مع بعضها في ظلّ التوافق رغم الاختلافات من أجل مواصلة بناء تونس. من جانبه، أكد الأمين العام لحزب التحالف الديمقراطي محمد الحامدي لحقائق أون لاين ان تجربة المجلس التأسيسي رغم كلّ تعثره والصعاب والهجمة الشرسة التي واجهته تمكن من إنجاز مهمته ووضع البنية التحتية للديمقراطية. وبيّن الحامدي انه يتعين على مجلس نواب الشعب الجديد ان يقوم بحماية الدستور وتفعيله لأنه ضمانة لجميع الحقوق والحريات.