أفادت مصادر مطلعة لحقائق أون لاين بأن دعوة حركة نداء تونس إلى الإبقاء على جلسة مجلس نواب الشعب مفتوحة لمدة قد تصل إلى 48 هي بمثابة فرصة يمنحها النداء لحركة النهضة كي تتدارك نفسها وتحسم خياراتها في جميع المسائل العالقة خصوصاً في ما يتعلق بالدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة المقبلة. وأضافت مصادرنا ان هذه المهلة هي رسالة طمأنة وإشارة من نداء تونس للنهضة لإثبات انه لا يبحث عن التغول وانه غير معني بالمناصب بقدر ما يعنيه التوافق والمصلحة الوطنية مبينة ان ال 48 ساعة القادمة قدمها النداء للنهضة كي توضح موقفها النهائي من الانتخابات الرئاسية وتزيح الغموض عنه، خاصة وانه يعتبر ان النهضة تدعم بشكل سري المترشح محمد المنصف المرزوقي، منافس الباجي قائد السبسي. وفي حال أوضحت النهضة موقفها من هذه المسائل، فإنه من الوارد ان تؤول رئاسة مجلس نواب الشعب إلى شخصية من حركة النهضة، وفي المقابل يختار نداء تونس التشكيلة التي يراها مناسبة للحكومة المقبلة والتي من المرجح أن يضمّ إليها شخصيات من حزبي آفاق تونس والاتحاد الوطني الحر على ان تحظى هذه الحكومة بدعم النهضة ومساندتها من الخارج عبر البرلمان. من جهة أخرى، علمت حقائق أون لاين من مصدر مطلع ان مجلس شورى النهضة، أعلى سلطة تقريرية في الحزب، سيعقد دورة للنظر في بعض المسائل الهامة نهاية الأسبوع الجاري. يذكر ان سمير ديلو كان قد أعلن لحقائق أون لاين انه مرشح النهضة لرئاسة مجلس نواب الشعب رغم إدراكه ان التوازنات السياسية لا تخدمه باعتبار ان نداء تونس يمتلك 86 مقعداً في المجلس في حين تمتلك النهضة 69 مقعداً، وذلك دليل على وجود مشاورات بين الحركتين من أجل التوصل إلى صيغة لتقاسم السلط فيما بينهما. وفي سياق متصل، أكد النائب عن الجبهة الشعبية فتحي الشامخي لحقائق أون لاين ان الجبهة الشعبية غير معنية برئاسة المجلس، ودعا كلاً من النداء والنهضة إلى التعجيل في حسم نقاشاتهما بصفة عاجلة لانتخاب رئيس للمجلس. جدير بالذكر انه في حال عدم حصول توافق بين النهضة والنداء في ما يتعلق برئاسة البرلمان، فإن هذا الأخير سيرشح محمد الناصر الذي يستطيع ضمان فوزه بهذا المنصب نظراً إلى ان نداء تونس هو الحزب الأغلبي (86 مقعداً)، كما سيحظى بدعم من نواب مستقلين وأحزاب مساندة للنداء على غرار آفاق تونس. ولكن ما قد يطرح إشكالية هو الاتحاد الوطني الحر الذي يريد الحصول على منصب نائب أول أو ثان لرئيس المجلس، إلى جانب الجبهة الشعبية التي دخلت هذا السباق ورشحت مباركة البراهمي لخطة نائب رئيس أول.