15 جانفي من كل سنة هو تاريخ تشرئب إليه أعناق فئة ضخمة من التونسيين.. فئة تتخذ من الترجي الرياضي ديانة كروية ومن تاريخه شعائر ونواميس يحتفى بها في هذا اليوم الذي يمثل ذكرى التأسيس.. الترجي أطفأ اليوم شمعته السادسة والتسعين وبات على مرمى 4 سنوات من إتمامه قرنا من الزمن ظل خلاله شامخا صامدا.. سنوات صنع خلالها المجد محليا وخارجيا فكان أبرز من حمل اسم تونس وهو ترجيها.. 96 سنة مرت صنعت منه شيخ الأندية التونسية وأكثرها مهابة بفضل ما حازه من ألقاب وتتويجات ستظل مطمحا للتحقيق لسنوات طويلة دون أن يصاب الهدف.. من مقهى في باب سويقة كالسهم انطلق فأصاب شعاعه كل شبر في الأراضي التونسية تحت سلطة الحكومة الاستعمارية التي كان وتدا غرس في خصرها بانخراطه في الحركة الوطنية.. من مقره في باب سويقة انطلق المؤسسون ليشاركوا في الحركة التحررية وليصنعوا للنادي مجدا لعل أحد أوجهه البورقيبية أفليس الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة أحد مسؤوليه؟ من باب سويقة ومن قلب المدينة العتيقة خرج الترجي فأصاب كل شبر في تونس إلى أن صار حاكمها لسنوات عبر ما أنجب من رجالات قادوا الدولة و آخرين شرفوا الكرة التونسية.. لعقود ظل الترجي رمزا وطنيا قبل أن تكون انطلاقته الخارجية حلقة أخرى في مسلسل سطوته التي أفرزت ألقابا بالجملة كان أكثرها تحصيلا في عهد سليم شيبوب الذي حصد مع الفريق كل الألقاب الممكنة إلا دوري الأبطال في نسختها الحديثة التي انتظرت حمدي المدب لتنام في أحضان الترجيين.. شيبوب يقبع اليوم في غياهب السجون لكن رغم كل ما ينسب إليه لم تلفظه عائلته فقد قالها الكثيرون بأنه ابن شرعي للترجي مهما حاكت يداه وهو أمر من مشمولات القضاء وحده.. إيقاف سليم شيبوب ليس وحده ما يؤلم الترجيين فما يمر به الفريق اليوم ليس أمرا هينا حيث للمرة الأولى منذ عقود يجد نادي باب سويقة نفسه دون رئيس ودون هيئة قارة فالفريق الإداري الحالي ليس إلا هيئة تصريف أعمال بفعل القانون.. الترجي عاش حدثا غير مسبوق هذا الموسم وهو فتح جال الترشح لرئاسته في مناسبتين دون ان يجد من يتقدم إلى رئاسته حتى أن الكثيرين اعتبروا ذلك واحدة من أسوأ محطات النادي طيلة السنوات الأخيرة.. أزمة الأجانب أيضا والفشل النسبي في إعادة ترتيب البيت فنيا واحدة من أوكد مشاغل الترجيين في احتفالات الذكرى 96 وهو أمر قد يبلغ منتهاه مع منتصف ليلة الخميس 15 جانفي..