يوم 21 مارس 2014 اختطف الموظف بالسفارة التونسية بليبيا محمد بالشيخ على يد مجموعة ارهابية لم يُعلن حينها عن هويتها بالكامل، وبعد أقل من شهر وتحديدا يوم 17 أفريل الماضي اختطف الديبلوماسي التونسي في ليبيا العروسي القنطاسي بنفس الطريقة وعلى يد نفس الجماعة. يوم 21 افريل من نفس السنة كشفت الجماعة الارهابية عن نفسها ونشرت فيديو تبنته جماعة تسمى "شباب التوحيد، وظهر فيه محمد بالشيخ وهو في حالة انهيار يترجى السلطات التونسية قبول التفاوض مع خاطفيه من اجل اطلاق سراحه مقابل اطلاق سراح ارهابيين ليبيين محتجزين في تونس وهما "اللواج" و"الضبع". ورغم تأكيد وزير الخارجية منجي الحامدي مرار وتكرارا على ان هيبة الدولة ترفض الخضوع لابتزاز الخاطفين وكل أشكال المساومات، إلا أن الديبلوماسيين التونسيين المختطفين بالشيخ والقنطاسي عادا في ساعات الفجر الاولى من يوم 29 جوان 2014 متى كان في استقبالهما رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة ووزير الخارجية الذي نفى مرة اخرى عقد صفقة مع الخاطفين. صحيفة الصباح الأسبوعي الصادرة اليوم الاثنين 26 جانفي 2015، نشرت وثيقتين قالت إنها تحصلت عليهما من مصادر خاصة، تثبتان مغادرة الارهابيين، المتورطين في مقتل شهيد المؤسسة العسكرية الذي قضى في عملية الروحية يوم 18 ماي 2011 العقيد الطاهر العياري (هو والد المدون ياسين العياري)، المدعوان "الضبع" و"اللواج"، للسجن قصد ترحيلهم، بعد تاريخ الافراج عن بالشيخ والقنطاسي، بما يثبت، حسب الصحيفة، وجود الصفقة التي نفتها السلطات. الوثيقتان حملتا اسمي الارهابيين الأول عماد بن مفتاح اللواج والثاني حافظ بن مفتاح الضبع مسجونان على خلفية المشاركة في القتل العمد مع سابقية القصد حكم عليهما بالسجن 20 سنة يوم 28 ديسمبر 2012 إلا أنه أفرجا عليهما (افراج بالترحيل) من سجن المهدية الاول بتاريخ 19 جويلية والثاني 18 من نفس الشهر 2014. كما اشتبهت الصحيفة في تورط سفير تونس بليبيا رضا البوكادي في هذه الصفقة، حيث أكدت أن السفير زار الارهابيين المذكورين أكثر من مرة أثناء إيقافهما بسجن برج العامري، "وعندما أثارت زياراته المتكررة لغطا افتضح امره ووقع نقل السجينين إلى سجن المهدية ثم الافراج عنهما وترحيلهما إلى ليبيا".