تعليقا على تصريحات بعض قياديي حركة نداء تونس الملمحة او الصريحة بأن حسم مسألة تحالف النداء مع حركة النهضة يبقى رهين تحديد الجبهة الشعبية لموقف واضح من المشاركة في الحكومة من عدمه، قال الامين العام لحزب الوطد الموحد زياد لخضر أحد قياديي الجبهة: "أن تُرمى المسؤولية على عاتقنا ليس بالأمر الجديد، فكلما وقفت الزنقة بالهارب، مثلما يقول المثل الشعبي، تحمل المسؤولية للجبهة الشعبية.. ويقولون إن الكرة في ملعبنا". وأضاف لخضر في تصريح لحقائق اون لاين اليوم الخميس 29 جانفي 2015، متسائلا: "أريد فقط أن أعلم امرا، قبل ان تاتي هذه الكرة إلى ملعبنا، من المكلف منذ 26 أكتوبر الفارط بتشكيل الحكومة؟ أليس نداء تونس؟.. ماذا فعل إذن منذ ذلك اليوم إلى الآن؟". واعتبر محدثنا، في هذا السياق، أن نداء تونس، إذا لم يكن يرغب في التحالف مع النهضة، كان عليه أن يوجد كل الضمانات منذ نجاحه في الانتخابات لإقامة تحالفات مع الاطراف الديمقراطية التقدمية الحداثية، مستدركا بالقول: "لكن هل عمل نداء تونس على ذلك بجدية؟.. نحن في الحقيقة لا نرى ذلك". كما حمّل عضو مجلس امناء الجبهة الشعبية زياد لخضر المسؤولية كاملة، في الوضع الضبابي الذي تعيشه تونس حاليا بخصوص الحكومة المنتظرة، إلى حركة نداء تونس، مذكرا بما كان قد قاله رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد للجبهة قبل الاعلان عن تركيبة فريقه الحكومي، عندما اكد لهذه الاخيرة وجود وجوه من النهضة ضمن التشكيلة، ثم ثبت العكس، وقال: "هذا أيضا يتحمله نداء تونس". أما عن المفاوضات الجارية حاليا، فأكد محدثنا أن جزءا لا بأس به من نداء تونس يرى ان وجود النهضة في الحكم أصبح حتميا، إذ بعملية حسابية بسيطة نواب النهضة مع نواب النداء في البرلمان يشكلون جبهة قوية قادرة على تمرير أي قانون يريده في المستقبل. وأشار إلى ان هذا التمشي يعتمد السهولة، التي يتصور انها لن تكون نافعة بالضرورة، لا بالنسبة لنداء تونس كحزب سبق وتعهد أمام الشعب التونسي بالقطع مع ممارسات الترويكا وإرساء نظام أجدى وأعمق للنهوض بمصالحه، ولا لتونس التي انتهت سلطة النهضة عليها عندما اعطى الشعب الاغلبية للنداء لمجرد إبعاد النهضة، وفق تقديره. وخلص زياد لخضر بالقول: "أظن الآن ان الكرة في ملعب نداء تونس وليس في ملعب الجبهة الشعبية، لذلك على النداء تحمل مسؤوليته امام الشعب".