ينتظر أن تتمّ غدا الاربعاء المصادقة في مجلس نواب الشعب، بحكم التوازنات القائمة، على التركيبة الحكومية الجديدة للحبيب الصيد والتي تضمّ 27 وزيرا و 14 كتابة دولة توزعت أساسا على أحزاب نداء تونس والنهضة والوطني الحرّ وآفاق تونس فضلا عن الكفاءات المستقلّة. بيد أنّه من الملفت للانتباه أنّ التشكيلة الحكومية الجديدة لا تبدو في جوهرها متجانسة وقائمة على وحدة الصفّ في ظلّ الخلافات الظاهرة للعيان بين حزبي آفاق تونس و الاتحاد الوطني الحرّ والتي تجلّت بشكل لا يقبل الشكّ مساء أمس في برنامج 24/7 الذي يبثّ على قناة الحوار التونسي في النقاش المتشنّج والعدواني الذي جمع أحلام كامرجي بريم محجوب . علاوة عن هذه الثلمة البارزة في تركيبة الحكومة بين "الآفاقيين" الممثلين ب 3 حقائب وزارية و "جماعة سليم الرياحي" الحائزين على النصيب ذاته في التمثيلية الحكومية، من المهم القول أنّ الأجواء وطبيعة العلاقات بين وزراء نداء تونس و النهضة لا تختلف كثيرا عن الحالة الآنف ذكرها.أليس التململ الظاهر حاليا داخل الحزب الأغلبي في البرلمان وعد تحمّس عدد من رجالاته الذين دفع بهم في التشكيلة الحكومية للعمل مع مرشحي النهضة خير مثال على اللاتجانس الذي يكتنف حكومة الصيد في نسختها الثانية؟! في المحصّلة، فإنّ توفّق الحبيب الصيد في الحصول على تزكية الأغلبية الساحقة صلب البرلمان لن يمكنه قطّ من المضي في تجسيد الطموحات والأهداف التي يرنو إليها طالما لم تتوفر شروط النجاح الدنيا في فريق حكومي غير موحّد وهو الذي يجب أن يكون على قلب رجل واحد بأيّ حال من الأحوال. هذا دون الحديث عن البرنامج والاستحقاقات التي تقتضيها المرحلة الراهنة التي كلّ المؤشرات فيها تدقّ ناقوس الخطر لتكشف بركانا من الغضب والاحتقان والابهام الذي لن يزيد إلاّ في غموض المستقبل.