تعيش الساحة الرياضية منذ الثورة عدة منقلبات وأزمات الأمر الذي تسبب في تردي المستوى الفني والمالي فغابت الفرجة وحضرت المزيادات والمشاحنات وتعززت الجهويات وغيرها.. الوضع الرياضي المتردي هو نتاج ما تعيشه البلاد من تحركات لكنه أيضا انعكاس لانحراف أغلب المسييرين الرياضيين في ظل زواج معلن للسياسي بالرياضي بعد أن طيلة عقود مجرد "زواج عرفي".. بالأمس ركض رؤساء ومسيرو الرابطة المحترفة الأولى ليبايعوا الباجي قايد السبسي رئيس للجمهورية قبل ساعات من انتخابات الدور الثاني للرئاسية واليوم عاد من كانوا حضورا في البيعة الأولى ليزوروا الفائزين في الانتخابات التشريعية من أجل ماذا؟ لانتقاد اختيار ماهر بن ضياء وزيرا للشباب والرياضة.. لسنا بصدد الدفاع عن ماهر بن ضياء أو الاتحاد الوطني الحر أو حتى سليم الرياحي فلهم من الآليات التي تمكنهم من ذلك دون الحاجة إلينا لكن صراحة لم نفهم سر تحول رؤساء الأندية والرياضيين إلى مقرات نداء تونس وحركة النهضة وأفاق تونس للاعتراض على تعيين ماهر بن ضياء وزيرا للرياضة.. تعلة المعترضين أنه الأمين العام لحزب سليم الرياحي رئيس النادي الإفريقي وبالتالي فإن شبهة التأثير قائمة لذلك لم يجدوا حرجا في التنديد باختياره علهم يصيبون هدفا قد لا يكون أدناه تحذيره بصفة غير مباشرة من الانحياز للأحمر والأبيض فيما لم يستطيعوا بلوغ أقصاه وهو التخلص منه.. بكل المقاييس لم تكن الزيارة إلى مقرات الأحزاب مجدية أو مبررة فجميعنا نعلم أن الهياكل الدولية تحذر من تدخل سلط الإشراف في التسيير الرياضي وبالتالي فإن الحديث عن تدخل محتمل لماهر بن ضياء لفائدة الإفريقي هو إشكال مفتعل.. ثم إن بن ضياء أصيل الساحل وهو معروف بانتمائه للنجم الرياضي الساحلي حتى أنه صرح بلسانه عن انتمائه إعلاميا وهو تأكيد آخر على "خبث" الربط بين الرياحي وبن ضياء والإفريقي.. 14 رئيسا من 16 يمثلون أندية الرابطة المحترفة الأولى سجلوا حضورهم في الزيارة المذكرة أبرزهم حمدي المدب ولطفي عبد الناظر وماهر بن عيسي وأنور الحداد وغيرهم.. الغريب أن كل هؤلاء الرؤساء كانوا موجودين لما عين محمد علولو رئيس النادي الصفاقسي الأسبق وزيرا للرياضة مباشرة بعد الثورة قبل أن يخلفه محب آخر للسي أس أس هو سليم شاكر والذي ترك مكانه لأحد لاعبي الترجي الرياضي سابقا وهو طارق ذياب.. جميع هؤلاء الرؤساء كانوا شهودا على هذه التعيينات ولا أحد منهم تحرك حتى لينتقد التعيين وبالتالي نسأل عن الانسجام في المواقف أم أنه عمى الألوان والتنافس غير النزيه.. بعض المنتقدين للزيارة قالوا إن رؤساء الأندية قد غلبهم الحنين إلى عهد قديم فذهبوا للزيارة من أجل التباريك وربط العلاقات وتوطيد الصداقات فيما علق آخرون بالقول إنه كان على حمدي المدب مثلا أن يتحرك ليجد حلا للجلسة العامة الانتخابية للترجي الرياضي أو أن يحسم في موضوع المدرب الذي تركوه "معلق" لا يعلم إن كان "معرس أو مطلق".. في وقت تعين على عبد الناظر أن يجمع شمل عائلة السي أس أس في وقت لا يزال صراعه مع الزحاف مشتعلا بشكل لا يليق بفريق عريق بحجم عاصمة الجنوب..