قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ان حزبه قبل على مضض خروجه من الحكم بعد استقالة حكومة الترويكا، برئاسة حمادي الجبالي أولاً، ثم علي العريض ثانياً، قبل تشكيل حكومة التكنوقراط برئاسة مهدي جمعة، مشيراً إلى حالة التأزم والاحتقان الواسع في تونس في العام 2013، ومن مظاهره تنظيم 3500 إضراب عن العمل في البلاد، والتي أعقبتها حالة انفراج كبير في العام 2014. وأوضح الغنوشي في حوار مع صحيفة العربي الجديد، اليوم الخميس 12 فيفري 2015، ان تنازل الحركة عن المشاركة في الحكم في 2013، على الرغم من أنها كانت الحزب الأكبر في المجلس التأسيسي المنتخب، لم يكن زهداً في السلطة، وإنما جاء بسبب موازين القوى السياسية، وهي موازين تتحدد بكيفية مغايرة لحسابات صناديق الاقتراع ونتائج التصويت في الانتخابات. وأضاف ان تنازلات النهضة بشأن الشريعة وغيرها من القضايا، في مناقشات إقرار الدستور، تعبيراً عن حرص لدى الحركة على التوافق، وهو الدستور الذي صوّت عليه الشعب التونسي، معتبراً ان عالم النخبة في تونس لا يزال في معظمه غير مرتاح للإسلاميين، وهذا أمر "ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار"، على حد تعبيره. وفي ما يتعلق بما اعتبره البعض دعماً منه ومن قيادات النهضة للباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية، بيّن الغنوشي ان استطلاعات الرأي كانت تؤكد عدم تمكن المنصف المرزوقي من النجاح ولم يكن ممكناً للحركة ان تعلن إسنادها له وآثرت الحياد وترك القواعد للتصويت كيفما ترى، حسب قوله.