إدانات دولية توالت من واشنطن الى الرياض مرورا بباريس وبروكسل على الهجوم "الارهابي" الذي نفذه مسلحان تونسيان في متحف باردو في تونس أمس الاربعاء واسفر عن مقتل 20 شخصا بينهم 17 سائحا اجنبيا، وجرح 48 آخرين. فقد أدان وزير الخارجية جون كيري في بيان له، هذه العملية الارهابية الدامية "باكبر درجات الحزم"، مشيدا ب"الرد السريع للسلطات التونسية على العنف المجاني"، ومؤكدا ان "الولاياتالمتحدة مستمرة في دعمها الحكومة التونسية في جهودها للتقدم بتونس على درب الامن والازدهار والديمقراطية". كما أدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الهجوم "المؤسف"، معربا عن "تضامنه مع الشعب التونسي والسلطات التونسية". وفي بيان آخر أدان الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ "بأشد عبارات الادانة" الهجوم، مؤكدا ان "حلف شمال الاطلسي سيواصل العمل مع تونس وشركائه في اطار حوار المتوسط لمكافحة الارهاب". أما وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني فقد اعتبرت ان "المنظمات الارهابية تستهدف مرة جديدة دول منطقة المتوسط وشعوبها"، مؤكدة ان "هذا الامر يزيدنا عزما على التعاون بشكل اوثق مع شركائنا للتصدي للتهديد الارهابي". واضافت ان الاتحاد الاوروبي "مصمم" على العمل من اجل ان "يستفيد من الانتقال الديمقراطي والاصلاحات الاقتصادية جميع التونسيين، بدءا بالشبان منهم". من جهته قال رئيس مجلس اوروبا دونالد تاسك ان "الاتحاد الاوروبي يدعم تونس في التزامها من اجل السلام والديمقراطية لن نسمح لمثل هكذا همجية بأن ترهبنا". كما اتصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي قتل في "الاعتداء الرهيب" اثنان من مواطنيه واصيب سبعة آخرون، بالرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ليعبر له عن تضامن فرنسا معه شخصيا ومع الشعب التونسي في هذه "اللحظة الاليمة". وأكدت ايطاليا التي قتل ثلاثة من مواطنيها في الهجوم على لسان رئيس حكومتها ماتيو رينزي ان "هجوما يستهدف ضرب المؤسسات الديمقراطية والثقافة والاعتدال التي تميز الحكومة التونسية انما هو بصورة ما هجوم على كل واحد منا". كما أعربت كولومبيا التي قتل اثنان من رعاياها في الهجوم في بيان اصدرته وزارة الخارجية عن "ادانتها القاطعة للاعمال الارهابية". من جهتها أدانت المملكة المغربية "الاعتداء الإرهابي الغادر"، مؤكدة استنكارها "بأشد العبارات هذا العمل الإرهابي المقيت الذي يريد النيل من النموذج الديمقراطي التونسي والمساس باقتصاد تونس عبر الإضرار بقطاع السياحة"، مجددة "مرة أخرى تضامنها التام ووقوفها الكامل مع الجمهورية التونسية الشقيقة". وأدانت المملكة العربية السعودية "بشدة الهجوم الإرهابي المسلح"، معتبرة ان ذلك "يؤكد مجدداً بأن هذه الآفة الخطيرة تتطلب تعاوناً دولياً وثيقاً لمحاربته وتخليص المجتمع الدولي من شروره، وأن الإرهاب لا دين له"، ومؤكدة "وقوفها إلى جانب أشقائها في الجمهورية التونسية حكومة وشعباً". وفي رسالة خطية أدان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة "الهجوم الارهابي الجبان والعمل الاجرامي البشع"، مؤكدة "تضامنها الكامل واللامشروط مع تونس رئيسا وحكومة وشعبا أمام هذه العملية اليائسة التي لن تبلغ بأي حال من الأحوال الهدف الذي يريده لها منفذوها وعرابوهم في زعزعة أمن واستقرار تونس"، ومعربة "اليوم أكثر من أي وقت مضى عن استعدادها لمواصلة دعمها لجهود السلطات التونسية لمجابهة كافة التحديات بما في ذلك التحديات الأمنية وفي مقدمتها القضاء على آفة الإرهاب". من جانبه، أدان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي "بأشد العبارات الحادث الإرهابي الذي شهدته العاصمة التونسية ونتج عنه سقوط ضحايا أبرياء من السائحين الأجانب والمواطنين التونسيين"، مؤكدا "وقوف دولة الإمارات مع تونس في مواجهة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره وعلى الموقف الثابت للإمارات بدعم استقرار تونس". ومن جانبه، أدان نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي أدى إلى سقوط عدد من السائحين الأجانب والمواطنين التونسيين في البرلمان التونسي ومتحف باردو، معتبرا أن هذا الهجوم الإرهابي إنما يهدف إلى النيل من مسار العملية الديمقراطية الرائدة في تونس، مؤكدا على أن حكمة القيادة التونسية ووعي الشعب التونسي وإرادته الحرة القادرة على مواجهة تحدي الإرهاب وحماية مكتسبات الثورة التونسية عبر الاحتكام إلى القانون والمؤسسات الشرعية للدولة التونسية، كما أكد على وقوف جامعة الدول العربية إلى جانب الجمهورية التونسية رئيسا وحكومة وشعبا في مواجهة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله. من جهتها ادانت المديرة العامة لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ايرينا بوكوفا" الهجوم الارهابي، معبرة عن دعمها لتونس ولعائلات الضحايا. وقالت بوكوفا ان متحف باردو هو "مكان مفتوح امام الجميع وهو ايضا مكان للاكتشاف ولحوار الحضارات" موضحة ان هذا "العمل الجبان المخالف لهذه المبادئ يجب ان يوحدنا اكثر في حربنا ضد التطرف". واضافت ان تونس التي تمكنت بفضل رفع تحدي الديمقراطية تمثل املا كبيرا لمجمل شعوب العالم"، مؤكدة ان الديمقراطية تمر عبر الثقافة والحوار ضد كل الذين يريدون خنق الفكر الانساني عبر العنف والترهيبن كما لفتت الى انه لم تتوفر الى حد الان اية معطيات من قبل ادارة متحف باردو او المعهد الوطني للتراث حول امكانية تسجيل خسائر جراء هذا الهجوم الارهابي في متحف باردو والذي يضم اكبر مجموعة للفسيفساء في العالم.