تعرف جيدا سي لطفي أنني انسحبت من مجلة حقائق أياما قليلة بعد أن التحقت أنت بها..لكن تعرف أيضا كيف أنني لم أتردد كثيرا في الرجوع إليها برغبة منك بعد الثورة اعتقادا ساذجا مني أنك ستكفر عن أخطائك الماضية بتوظيف قلمك الرهيب في ما يخدم البلاد و العباد.. لقد كان ذلك اعتقادا ساذجا مني لأنك سرعان ما وجدت في أخطاء الحكام الجدد مبررا لمحاربتهم .. و شيئا فشيئأ تحول قلمك الرهيب - بالمعنى الإيجابي طبعا - إلى قلم لا يمكن إلا أن يغذي الكراهية و الأحقاد التي هي أحد منابع الإرهاب.. و منذ توقف مجلة حقائق عن الصدور ترك قلمُك المجالَ للسانك في البلاتوهات التلفزية ..و لا أبالغ في شيء حين أقول إن كلماتك الجارحة لخصومك لا تقل إيلاما من الرصاص الذي صُوِّب نحو صدور العشرات من أبنائنا طيلة السنوات الأخيرة.. و ما يدفعني اليوم إلى مخاطبتك عبر هذه الرسالة المفتوحة هو ما نشرته لك جريدة "الصريح" يوم 24 مارس الجاري بالصفحة 22 تحت عنوان "عاشت تونس شوكة في حلق دعاة الظلام" و ذلك بعد آخر تهديد لك بالقتل . لقد خاطبتَ مَن مِن المفترض أنهم الإرهابيون بقولك حرفيا " لهؤلاء أقول إننا لا نخافكم و لا نرهبكم في تونس و ها نحن قد أزحناكم من الحكم بالانتخاب و ليس بالانقلاب كما حصل لكم في مصر..." . فهل شارك الإرهابيون في الانتخابات لتقول :إننا قد أزحناكم بالانتخاب..." ؟ طبعا لا ..و طبعا أنت تقصد من شارك من الإسلاميين في الانتخابات..و الكارثة هنا يا سي لطفي أنك تخاطب تونسيين -لهم حوالي 70 نائبا في البرلمان..و حوالي ثلث الناخبين في البلاد - على أنهم إرهابيون ..دعاة ظلام ..و هذا مرفوض بكل المقاييس..و منها أنهم أول من دفع ثمن دماء الشهداء بداية من استقالة حكومة الجبالي..مرورا بتسليم السلطة لحكومة التكنوقراط..وصولا إلى الانتخابات الأخيرة.. لقد ارتكبت النهضة و من تحالف معها أخطاء كثيرة ..و لكنها ليست وحدها المسؤولة عن انتشار الإرهاب..و من هنا لا لمواصلة التجني على النهضويين..و ألف لا لنعتهم ب"الإرهابيين دعاة الظلام"..