أكدت رئيسة الاتحاد التونسي للتجارة والصناعة والصناعات التقليدية وداد بوشماوي، في كلمة لها، خلال موكب الاحتفال بعيد الشغل الذي انتظم اليوم الجمعة غرة ماي 2015، بقصر المؤتمرات بالعاصمة، بإشراف الرؤساء الثلاث، على أن "تونس في حاجة اليوم وأكثر من أي وقت مضى لمضاعفة الجهد والاجتهاد وتحسين الإنتاجية والكف عن المطلبية المجحفة والتعطيلات المتعددة، وتعزيز القدرات التنافسية، وتوفير مناخ ملائم للإنتاج وجلب الاستثمارات الأجنبية لخلق أكثر ما يمكن من فرص العمل خاصة للشباب المتخرج من الجامعات الذي كان الفاعل الرئيسي في التغيرات التي عاشتها البلاد وحيث كانت المطالبة بالشغل أحد أهم الشعارات التي رفعها هؤلاء الشباب". وأضافت قائلة: "علينا جميعا أن نعي أن كافة الحلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي نعيشه، مهما كانت طبيعتها، لا يمكن أن تأتي أكلها دون مزيد من الوعي بأهمية العمل والرفع من الإنتاجية.. فالثروات لا يمكن أن تخلق إلا بالعمل والإنتاجية. هذان العنصران يمثلان أحد الشروط الأساسية لتحقيق النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي للأجراء ولكل الفئات، وللتحكم في التضخم وتحسين المقدرة الشرائية وتنمية الدخل وتدعيم تنافسية المؤسسة". ولفتت بوشماوي إلى ان الاحتفال بعيد الشغل اليوم يأتي في ظل تواصل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والتي تطغى عليها المصاعب الاقتصادية، من خلال تواصل انحدار مؤشرات الاقتصاد والمالية العمومية وفي ظل تراجع السلم الاجتماعية، مما سيؤثر، حسب تقديرها، بالتأكيد على آليات التنمية ويكون سببا في حرمان الفئات والجهات المحتاجة من المكتسبات التي يمكن أن تنالها في إطار الإنصاف التنموي والعدالة الاجتماعية، معتبرة أن هذا الوضع يمكن أن يعصف بعديد المؤسسات ويتسبب في فقدان مواطن شغل قائمة و هجرة الاستثمار و تعطل استقطاب رأس المال الأجنبي. وبما يحيل على الاقتباس من بعض ما صرح به الأمين العام للمنظمة الشغيلة حسين العباسي مؤخرا، قالت بوشماوي إنه "بقدر ما نسعى إلى النظر بأكثر تفاؤل والتقدم بأكثر ثقة في المستقبل وفي قدراتنا جميعا، إلا أن واجب المصارحة ولفت النظر يفرض علينا التنبيه لهذه المخاطر". كما أرجعت المتحدثة التراجع الحاصل في الاستثمار إلى التقلص الكبير في الاستثمار الخارجي، محملة المسؤولية لتواصل حالة عدم الاستقرار الاجتماعي وكثرة الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات، والعجز أحيانا على تطبيق القانون وكذلك التأخر في إقرار الإصلاحات اللازمة الكفيلة بدفع الاستثمار وتوضيح الرؤية أمام المستثمرين. وتابعت بالقول: "إن إصلاح أوضاع بلادنا مسؤولية جماعية بين كل الأطراف وعلينا جميعا أن نتحلى بالشجاعة والمسؤولية لأن الوضع بحق خطير والحكومة وحدها ليس باستطاعتها حل كل المشاكل وهي اليوم تجد أمامها العديد من العراقيل لاتخاذ الإجراءات الضرورية اللازمة الكفيلة بتغيير الأوضاع. ونحن نعتقد أن العقد الاجتماعي الممضى بين الأطراف الثلاث يبقى الإطار الأمثل والأداة الأنجع لمعالجة كل المشاكل القائمة والانطلاق في بناء تونس التي نتطلع إليها جميعا، وهذا يتطلب تعزيز الثقة بين الأطراف الاجتماعيين والبحث عن التوافقات التي تحفظ مصالح مختلف الأطراف، وتشجيع المبادرة الخاصة"، داعية إلى الكف عن شيطنة أصحاب المؤسسات والتحامل عليهم ونعتهم بأبشع النعوت في إشارة غير مباشرة لما صرح به العباسي لإحدى الصحف الأجنبية مؤخرا. وفي ختام كلمتها، أكدت بوشماوي أنه لا خيار أمام العمال وأصحاب العمل على حد السواء، سوى الانصراف إلى الإنتاج، مشيرة إلى أنه بالعمل يمكن تخطي كل الصعوبات التي يواجهونها اليوم، حسب ما جاء نص الكلمة التي نُشر نسخة عنها في الصفحة الرسمية لاتحاد الأعراف على الفايسبوك.