نجح الفنان اللبناني وائل الكفوري في استقطاب الآلاف من الجماهير التي انتشرت على كامل مدارج المسرح الأثري بقرطاج في السهرة الثانية لمهرجان قرطاج الدولي ( الأحد 12 جويلية الجاري ). ومن مميزات هذه السهرة التفاعل الكبير للجمهور التونسي مع ملك الرومانسية الذي عاد إلى مسرح قرطاج بعد غياب لثمانية أعوام فقد رددت الجماهير كلمات جل الأغاني التي قدمها وائل الكفوري في السهرة وشاركته الغناء منذ بداية العرض وإلى آخره بل لنقل إن الجماهير انطلقت في الغناء قبل ظهور الفنان اللبناني على المسرح ملتحفا بالعلم التونسي على الساعة الحادية عشرة ليلا. أدت هذه الجماهير كلمات أغنية " بحبك أنا كتير " صحبة الفرقة الموسيقية المرافقة لوائل الكفوري قبل أن يظهر أمام الجماهير وسط عاصفة من التصفيق والهتافات باسمه، وظل وائل الكفوري على الركح لفترة ملتحفا بالعلم قبل أن ينزعه بلطف ويطويه بعناية ويقبله أمام الجماهير التي رحبت بالمشهد بحماس شديد. أدى وائل الكفوري الذي كان كعادته أنيقا ووسيما وجذابا على المسرح العديد من أغانيه العاطفية والرومانسية الحالمة المعروفة من ألبوماته القديمة و من ألبومه الجديد " الغرام المستحيل". وحظيت أغلب ألبوماته بترحاب الجماهير العربية ونذكر من بينها على سبيل الذكر "ميّت فيكي "و"حكاية عاشق" و"حكم القلب "و"عمري كله " وطبعا " الغرام المستحيل" . ويواصل وائل الكفوري نجاحاته ويوّسع انتشاره العربي منذ ظهوره في بداية التسعينات من القرن الماضي في استوديو الفن بلبنان إلى جانب نجوم معروفة اليوم على غرار إليسا وديانا حداد وجوانا ملاح وفوزه بالميدالية الذهبية لموسم 1992- 1993 وحصوله على شهادات مشجعة من أساتذته لا سيما منهم روميو لحود الذي شدد على موهبته الفريدة إلى اليوم ولعل حماسة جماهير قرطاج في سهرة الأمس وحضورها بالآلاف رغم الظروف الأمنية التي تمر بها تونس اليوم كبر دليل على ذلك. وقد طالبت جماهير قرطاج النجم اللبناني منذ البداية بأغنية الغرام المستحيل التي صورها في فيديو كليب وانتشرت انتشارا كبيرا على المستوى العربي. وقد أدى وائل الكفوري هذه الأغنية في آخر الحفل الذي دام ساعة ونصفا وذلك بعد أن أدى مجموعة من الأغاني على غرار " شو قيمة النظرة" و"شو رأيك" و"اسمع يا هوى" التي أداها الجمهور كاملة ودون أن يترك المجال لوائل الكفوري للإنفراد بالغناء كامل السهرة تقريبا. كما أدى أغنيته الشهيرة " يا تضلي يا تروحي " وسألوني" و" حكم القلب " و"مين حبيبي أنا" وغيرها وكلها بمصاحبة الجماهير إذ تحولت آلاف الحناجر إلى عبارة عن كورال مرافق للنجم اللبناني الذي تفاعل بدوره مع هذه الجماهير المتحمسة وقبل عن طيب خاطر مقترحاتها من الأغاني كما استجاب لرغبتها في مقاسمته الغناء. وإن كانت أغلب الألحان ذات إيقاع قوي خاصة وأن الفرقة الموسيقية المصاحبة تتكون أساسا من عازفي إيقاع ( دربوكة ودف وباتري ) إلى جانب آلتي القانون والأورغن كما لم تغب الإيقاعات الجبلية فإن وائل الكفوري وشّح العرض ببعض المواويل والومضات الطربية على وقع هتافات الجماهير كذلك وتفاعلها الكبير مع صوته حتى وإن لم نستمع كثيرا إلى صوت الفنان بدون مرافقة أصوات الجماهير. فقد انسجم وائل الكفوري مع رغبات الجماهير التي وجدت متعة كبيرة في الرقص على إيقاع أغانيه وفي مشاركته الغناء والتي حددت عموما نسق السهرة وفق إرادتها فكان عرضه بمهرجان قرطاج جماهيريا حماسيا بامتياز. وكانت السهرة قد انطلقت بإلقاء قصيد " نحبّ البلاد " للشاعر محمد الصغير أولاد أحمد تلاها النشيد الوطني الذي وقفت له جماهير مهرجان قرطاج ككل مرة بخشوع كبير.