تعتبر سهرة المطرب مروان خوري في مسرح الهواء الطلق بجربة حومة السوق يوم الأربعاء 04 أوت آخر سهرة يحييها فنان لبناني في مهرجان جربة أوليس لصائفة 2010 وذلك بعد سهرات فضل شاكر ومرسال خليفة ونسرين حميدان ووائل جسّار، ولئن كانت سهرة فضل شاكر هي سهرة الامتاع والاستمتاع وسهرة مارسال خليفة هي سهرة «الفن الملتزم» والكلمة الهادفة، وسهرة وائل جسّار هي سهرة الروعة فإنّ سهرة مروان خوري هي سهرة «الرومانسية» والأغاني «العاطفية». فلقد كانت الأجواء «الرومانسية» تميّز سهرة مروان خوري هذه الرومانسية جسّمتها الأغاني التي أداها المطرب اللبناني، أغان في معظمها تحمل الكثير من الكلمات العاطفية مثل «خذني معاك» و«يا ربي تعيش» و«انت يا عيوني جوا عيوني» و«عز الحبايب» و«حبيبي أسمر اللون» و«نصيبي معاك» و«شو غيرك» و«مغرم» وكل هذه الكلمات والأغاني العاطفية أثرت كذلك على الجمهور فحرّكت مشاعر وأحاسيس «الرومانسيين» الذين عبّروا عن تفاعلهم وتجاوبهم بتمايلهم الهادئ يمنة ويسرة، لتزداد هذه الأجواء الرومانسية في كل مرة حين يتمّ اطفاء الأضواء فيخيم الظلام على المسرح لتشتعل أضواء الهواتف الجوالة التي تتمايل هي الأخرى بتمايل حامليها.. ليعيش هؤلاء لحظات من الخيال ومن الأحلام «الجميلة» التي سرعان ما «تقطعها» العودة المفاجئة والمباغتة للأضواء القوية. مجاملة العادة لقد تعود جمهور المهرجانات في تونس بتلك المجاملة وبتلك الكلمات الجميلة التي عادة ما يذكرها كل فنان لبناني صعد على ركح أحد مسارحنا التونسية وهي الجملة التي أصبحت مشهورة لدينا «الشعب التونسي شعب ذواق»، هذه الجملة أصبحت تشهد بعض «التهذيب» وإعادة «التوزيع» ففي سهرة مروان خوري بجربة توجه هذا الفنان الى الجمهور قائلا: «هو الجمهور الوحيد في العالم اللي بيغني بصوت واحد مثل الكورال» ثم أضاف «أقول ها الكلام وأتحمّل مسؤوليتي».. وكل ما نتمناه أن يتحمّل مروان خوري تلك المسؤولية المناطة على عهدته. لماذا راوغ الفنان الاعلاميين؟ مباشرة وإثر نهاية السهرة وبعد آخر أغنية للفنان اللبناني اتجه هذا الأخير الى السيارة وغادر المسرح في الوقت الذي كان فيه العديد من المعجبين والمعجبات ينتظرون خروج الفنان للفوز بصورة أو بإمضاء ليتمّ اعلامهم بعد ذلك أن «فنانهم المحبوب» غادر المسرح منذ عدة دقائق. هذه المراوغة التي نجح فيها الفنان اللبناني لم تقتصر على المعجبين بل شملت كذلك الاعلاميين الذين كانوا ينتظرون انعقاد ندوة صحفية حسب ما تمّ إعلامهم بذلك لكنهم وجدوا أنفسهم في «التسلّل».