"المرأة كانت السطة".. هذه العبارات قد تلخّص ما احدثته أصوات النساء الناخبات في الانتخابات الرئاسية وخاصة في دورها الثاني الفرق بين المترشحين الابرزين الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي، إذ اطاحت اصوات النساء بالمرزوقي وانتصرت لمنافسه الباجي قائد السبسي، وبلغت بذلك نسبة النساء اللاتي أدليْن بأصواتهن لفائدته معدّل 60 بالمائة أي اكثر من نصف الاصوات التي انتخبته. وفي عيدهنّ اليوم الخميس 13 اوت2015، حقائق أون لاين رصدت موقف نساء عرفن بنضالاتهن من اجل افتكاك حقوقهن وضمان كرامة المرأة في المجتمع التونسي. وفي هذا الإطار، وصفت الحقوقية والجامعية خديجة الشريف، في تصريح لحقائق اون لاين، وضعية المرأة التونسية ب"أنها ليست على احسن ما يرام"، وبدت محدثتنا متفائلة وحذرة في آن واحد، قائلة: "لايمكن انكار ان وضعية المراة التونسية في مرحلة متقدمة جدا مقارنة بمثيلاتها اقليميا وعربيّا. واضافت :"لئن قطعت المراة اشواطا مهمة في الظفر بحقوقها منذ 1956، باعتبار ان قضية مدى تطبيق حقوقها والاعتراف بحريتها قضية جوهرية في المجتمع الحديث وفي بناء الديمقراطيات، فإن هناك عديد المحاولات التي تسعى الى العودة بها الوراء واخضاعها لنمط مجتمعيّ معيّن، وأمام هذه التهديدات وجب على التونسية الحذر ومزيد النضال". وبخصوص ما حققته الحكومة التي جاء بها الحزب الحاكم المتوّج من قبل نساء تونس، نوّهت محدثتنا بوجود إرادة في الاصلاح، معتبرة انه لا يمكن تقييم العمل الحكومي ومدى تعزيزه لمكانة المرأة في وقت وجيز. وعن مدى تطبيق النصوص القانونية الواردة بالدستور الجديد على ارض الواقع، اشارت محدثتنا إلى أن ذلك لا يزال بعيدا عن التحقيق، داعية المجتمع المدني و النساء الناشطات في العمل الجمعياتي والسياسي ومختلف القطاعات الاخرى الى الانخرا ط في الدفاع ايضا على حقوقهنّ المدسترة والمهضومة وترجمة ما جاء به الدستور على ارض الواقع على غرار مبدأ المناصفة والبعيد عن التحقيق "!. من جهتها، اعتبرت الناشطة الخقوقية أمّ زياد أن ملف المراة التونسية اصبح محلّ مزايدات وتوظيف سياسي، وبنبرة متفائلة قالت نزيهة رجيبة: "إنه رغم المخاطر والتهديدات فإن المراة التونسية صلبة وثابتة ولن تتقهر فمنذ الحركة الاصلاحية مرورا بمجلة الاحوال الشخصية كانت ولا تزال المراة التونسية شامخة صامد تسعى الى تحسين وضعيتها لدى المشرّع التونسي ولدى المجتمع أكثر فأكثر.. المراة التونسية جديرة بكل تقدير". واستدركت محدثتنا بالقول: "لكني ممتعضة جدّا وغير مرتاحة للتوظيف السياسي للمرأة، ذلك ان الحزب المتحصل على الاغلبية في مجلس نواب الشعب والذي صوتت له اكثر من مليون إمراة استعمل فزّاعة كون جيوب الردّة تحاول تهديد مكتسابتها والعودة بها الى الوراء. يُشار الى ان وزيرة المراة سميرة مرعي أكّدت أن رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، سيتولى اليوم الخميس -وبمناسبة الاحتفال بعيد المراة- الإعلان عن قرارات الجديدة تصبّ في صالح مكاسب المراة وتعزيز وجودها في المجتمع التونسي في شتى جوانبه.