تعقد حركة النهضة نهاية الأسبوع الجاري دورة جديدة لمجلس الشورى أعلى سلطة تقريرية في الحزب بين المؤتمرين و ذلك للنظر في تحديد موعد دقيق و نهائي للمؤتمر العاشر الذي من المرجح أن يلتئم في شهر ديسمبر المقبل أي قبل نهاية السنة الحالية 2015. وقد علمت حقائق أون لاين أنّه من المنتظر أن ينظر مجلس الشورى في 4 ورقات لمقترحات لوائح ستعرض للمناقشة ضمن مسار الاعداد للمؤتمر المقبل الذي يدفع التيّار الأغلبي الموالي لرئيس الحركة راشد الغنوشي في سياساته الراهنة لحسمه مسبقا بطريقة توافقية تجنبا لأيّة مفاجآت. وقد مثّلت الورقة المتعلّقة بقضيّة التمازج والتداخل بين السياسي و الدعوي أو ما يسمّى بآليات "إدارة المشروع الإسلامي"،بحسب أدبيات الحركة،مثار جدل مستعر بين فريقين اثنين،الأوّل يقوده الغنوشي الذي يطرح فكرة الانفتاح أكثر ما يمكن في اتجاه "تونسة" الحركة مع الحفاظ على هويّة الحزب و أهدافه البعيدة،في حين يرفض الفريق الثاني أيّ مسّ جوهري بكنه الأطروحات المجتمعية و الأيدلوجية و الثقافية التي تطرحها النهضة من الناحية المضمونيّة منذ ولادتها حينما كانت تحت مسّمى "الاتجاه الإسلامي" والتي تلخصها وثيقة " الرؤية الفكرية و المنهج الأصولي". هذا ولا تزال النقاشات متواصلة حول مسألة "الفصل أو الوصل" بين السياسي و الدعوي بالنسبة للحركة التي تتجه نحو تخصيص لائحة في المؤتمر تهمّ التقييم الذاتي لمسارها التاريخي منذ التأسيس إلى تجربة الحكم مرورا بالمحن و السجون و المهجر. فهل ينجح التيّار الملتفّ حول راشد الغنوشي في تمرير خياراته و حسم المؤتمر القادم مسبقا انطلاقا من الدورة المرتقبة لمجلس الشورى؟