تباشر اليوم الثلاثاء 29 سبتمبر 2015، الدائرة الجنائية المختصّة في القضايا الارهابية بالمحكمة الابتدائية بتونس النظر في قضية العملية الارهابية التي جدّت سنة 2013 بمنطقة سيدي اسماعيل بمعتمدية قبلاط من ولاية باجة والتي استشهد خلالها كل من رئيس مركز الحرس الوطني بقبلاط الملازم الاول محمود الفرشيشي والعريف كريم الحامدي كما تعرّض آنذاك الوكيل فوزي الشرفي الى اصابات بليغة. وتعود اطوار الحادثة إلى تحول الأمنيين المذكورين عبر دورية أمنية للتحرّي والتثبت في معلومة استخباراتية وردت على رئيس مركز الحرس الوطني عبر اتصال هاتفي ومفادها تردّد مجموعة مشبوهة على منزل كائن بدوار سيدي إسماعيل وكان هذا المنزل معزولا عن بقية المنازل الاخرى بالمنطقة لتتم مباغتتهم من قبل مجموعة ارهابية متحصنة داخل المنزل المذكور عبر وابل من الرصاص من اتجاهات مختلفة أدّت الى استشهاد الامنيين المذكورين. وكانت وحدات الامن تمكنت، يوم 17 أكتوبر 2013، من القضاء على 9 عناصر ارهابية في منطقة قبلاط حيث أسفرت عملية المداهمة آنذاك عن مقتل كل من الارهابي لطفي الزين المورّط في اغتيال الشهيد شكري بلعيد وهو أصيل منطقة البحيرين من ولاية سليانة ويعتبر قائد هذه المجموعة واخطرها وهو احد القياديين البارزين واحد العناصر المتشددة في ما يسمى بتنظيم "انصار الشريعة" المحظور وهو الذي كان يشرف على هذه المجموعة الارهابية الى جانب كل من حسّان وحمدي الخزري وأيمن التوجاني وأشرف العياري وياسين الهادي ووليد الجيوي وهم أصيلو منطقة الكرم وبلال بن حميدة الرياحي وهو أصيل منطقة قبلاط ونجم الدين الدريدي وهو أصيل منطقة الحضرمين بولاية باجة. كما أسفرت العملية على ايقاف 4 عناصر وفرار اربعة آخرين بينهم ثلاثة من عائلة واحدة حيث تحصنوا بالفرار لتتمكن الاجهزة الامنية من القبض على أحد المورطين في هذه العملية بمنطقة بن قردان كما تمكنت الاجهزة الامنية بولاية باجة يوم الجمعة 8 نوفمبر 2013 من إيقاف عنصر مفتش عنه ومرتبط بالمجموعة الإرهابية المورّطة في الاحداث سالفة الذكر. ومن جهتها تمكنت وحدات الحرس الوطني بإقليم مجاز الباب من يوم 23 ديسمبر 2013 من القبض على عنصر ينتمي لتنظيم أنصار الشريعة المحظور في معتمدية قبلاط وهو عنصر مصنف بالخطير ومفتش عنه لتورطه في الأحداث التي شهدتها تلك المنطقة الى جانب القبض على متورّط آخر يوم 9 فيفري 2014 الى جانب القبض على متورّط آخر يوم 29 ماي 2014 من قبل الوحدات الأمنية التابعة لمنطقة الأمن الوطني بسيدي البشير أثناء قيامها بدورية لصالح الأمن العام. كما حجز بالمنزل الذي تمت مداهمته عدد من رشاشات الكلاشنكوف والذخيرة والمتفجرات وقنبلتين من الذخيرة الحيّة القابلة للانفجار وعدد من الهواتف الجوالة و عدد من الأزياء النظامية الخاصة بوحدات الشرطة والحرس والجيش مع 40 كيسا سعة 50 كغ من مادة الأمونيتر و11 كيسا سعة 50 كغ من مادة (آم بي 4) مع 4 أكياس سعة 25 كغ من المادة ذاتها و25 كغ من مادة (البخارة) مع كيسين من مادة البوتاسيوم مع 180 كلغ من مادة البارود مع 40 كغ من مادة مجهولة وهي رمادية اللون. ويشار الى ان هذه المجموعة كانت تخطط للقيام باعمال ارهابية من بينها تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات سياسية واعلامية ومهاجمة مقرات امنية وتفجير سيارات ومهاجمة دوريات امنية وعسكرية، ويذكر أيضا أن شقيق العنصر الارهابي نجم الدين الدريدي والذي قتل خلال تلك الاحداث تحول رفقة شخصين من اتباع تنظيم انصار الشريعة الارهابي الى جامع "طباشة" بمنطقة المرناقية يوم 25 اكتوبر 2013 ووجهوا اللوم الى امام الجامع على خطبته التي حث فيها على تحريم قتل النفس بدون اي ذنب، كما توجه المذكورين باللوم للامام على خلفية ترحمه على ارواح الامنيين الذين استشهدوا خلال احداث قبلاط دون ان يترحم على ارواح العناصر الارهابية التي لقيت حتفها اثر المواجهة مع رجال الامن. وبالنسبة الى ولاية باجة من الضروري الاشارة إلى أنه خلال شهر جويلية من السنة الحالية وفي اطار ملاحقة المتشددين دينيا وخاصة من المفتش عنهم إثر ما جدّ على مستوى منطقتي سجنان ومنزل بورقيبة تمكنت قوات الامن وخلال حملة تمشيط لمدينة تبرسق من ايقاف مجموعة من الأشخاص يشتبه في انتمائهم لتنظيم ارهابي ثم اخلاء سبيلهم بعد التحري والاحتفاظ بشخص واحد أصيل المنطقة حيث يعتبر من العناصر المتشددة دينيا وقد حجز لديه آنذاك وبمنزله عدد من الكتب ذات الطابع الدعوي وأخرى احتوت على مقالات تكفيرية وجهادية.