يعيش النادي الرياضي الصفاقسي أبهى فتراته حالياً بعد تحقيقه لبداية تاريخية لم يقدر على تحقيقها من قبل في سباق البطولة الوطنية حيث حصد 18 نقطة من 6 لقاءات اقترنت فيها النتيجة برفعة الأداء.. هذه البداية لم تكن متوقعة بالعودة إلى ما كانت عليه الأوضاع في الصائفة المنقضية اثر الانسحاب من كأس الإتحاد الإفريقي في مجموعة كانت في المتناول وبنقطة وحيدة دون نسيان الأجواء المشحونة بين الهيئة المديرة والجماهير التي طالبت برحيلها في وقت ما ولكن هيئة عبد الناظر واصلت العمل وهي الآن تجني ثمار هذا العمل بتحقيقها لبداية متميزة.. أحد أفراد الهيئة المديرة ورئيس فرع كرة القدم الدكتور أحمد قيراط الذي سبق له اللعب في صنف الأواسط مع المنتخب الوطني والنادي الرياضي الصفاقسي استجاب لدعوة "حقائق أون لاين" وأمدنا بالحوار التالي الذي عاد خلاله لأسباب النتائج السلبية وكيف تغيرت الأحوال من فريق جريح لا يقوى على الانتصار حتى في ملعب الطيب المهيري إلى فريق يبدو أنه يراهن وبجدية هذا الموسم على لقب البطولة.. بداية نود نسأل عن سر قلة ظهورك إعلاميا رغم أن خطتك تتطلب الظهور الإعلامي؟ ليست لدي أي مصلحة في الظهور الإعلامي وشخصياً أعتقد أن الأضواء للاعبين والإطار الفني لأن دور المسؤول هو التخطيط والسهر على مصلحة النادي كما أن الشهرة لا تستهويني باعتبار أن خدمة السي آس آس هي هدفي.. فترات عصيبة مررتم بها فماذا تستحضر من تلك الصائفة؟ أصعب الأمور كانت كيفية التخلص من المدرب البرتغالي باولو دوراتي وإقناع شهاب الليلي بسبب ارتباطه مع النادي البنزرتي.. حينها تحملت مسؤوليتي ولم أجد أحد إلى جانبي سوى اللجنة الفنية التي اعتبرها منقذة السي آس آس ورئيس النادي بالإضافة إلى منذر بن عياد.. ماذا فعلت اللجنة الفنية لتكون هي منقذة السي آس آس؟ اشتغلنا في صمت وتحملنا ضغط الجماهير والذي اعتبره ضغطا إيجابيا وتوصلنا إلى إبرام عقود وصفقات مع عدد من اللاعبين المهمين والذين بإمكانهم تقديم الإضافة للنادي وهذا ما حصل.. وهنا أود أن اشكر الناصر البدوي المدير الرياضي السابق الذي استجاب للأسماء المقترحة.. ما هي أكثر الصفقات صعوبة في إبرامها؟ صفقة النيجيري ايجايي التي كادت أن تسقط بسبب إشكال بسيط بعد إجرائه للفحص الطبي.. وللتاريخ فلولا تدخل رئيس النادي الذي أقنع اللاعب ورئيس فريقه بصعوبة وفي مناسبتين لما تمت هذه الصفقة التي اعتبرها أبرز الصفقات في تاريخ النادي إذ تجاوزت قيمتها 800 ألف دينار.. وللأمانة الصياد ناصر البدوي هو من اقترح اسم ايجايي واللجنة الفنية وافقت عليه بإجماع تام.. جل صفقات النادي الصفاقسي كانت صفقات الدقيقة 90؟ بالفعل فالفريق يتخبط في أزمة مالية خانقة في تلك الفترة وسوق اللاعبين محدود والأثمان باهظة ولكن دعني أحدثك عن صفقة مصعب ساسي الذي يعود فيها الفضل لوالد اللاعب وشقيقة الفرجاني الذي أعطى درسا في الإخلاص للسي آس آس.. ماذا عن فالو نيانغ مفاجأة الموسم إلى حد الآن؟ فالو كان لمدة تزيد عن الشهر في السنغال ولم يعد للتدريبات بسبب عدم تحصله على مستحقاته المادية ولا ادعي البطولة إن قلت إنني السبب في عودته بعد تكثيف الاتصالات بشقيقة وحين عودة اللاعب أحلته على لجنة التأديب ولكن الغريب هو أن باولو دوارتي أحاله على صنف الآمال بسب عدم اقتناعه بإمكانياته واليوم بعد رحيل الفاشل دوارتي اتضح أنه أبرز اكتشاف في بطولة هذا الموسم وتم خلاص أجرته من قبل رئيس النادي.. قلت إن دوارتي "فاشل" فما الذي جعلكم تصبرون عليه كل هذه الفترة؟ نعم لم يقنعنا عمل دوارتي كلجنة فنية وتأخرنا في إقالته بسبب عقده المجحف وتمسك أحد المسؤولين آنذاك بخدماته.. اللجنة قدمت تقريراً مفصلاً عن المدرب الذي يفيد بعدم صلوحيته سيما في الجانب البدني فدوراتي أضرنا كثيراً ونحمد الله أننا تخلصنا منه والأستاذ عبد الحميد عميرة تحمل مسؤوليته في هذا الملف وجعل النادي لا يتكبد خسائر كبيرة بخروجه وفي تلك الفترة اقترحنا كل من شهاب الليلي وعمار السويح ونجحنا في الاختيار فالليلي متصدر والسويح وصيف مع الترجي إلى حد الآن.. هل فكرت في الاستقالة في تلك الفترة؟ عكس ما قيل لم تراودني فكرة الاستقالة بالمرة وهذا من باب تحملي لمسؤوليتي وغيرتي على فريقي واقتناعي التام بضرورة تجاوز كل الأزمات والخلافات بالرغم من أن استقالتي في وقت معين كانت قد تعصف بالهيئة المديرة ولكني لم أفكر بتاتاً في الموضوع وأنا الآن أسعد إنسان بنجاحنا في تجاوز تلك المحنة وكما يقال "إلي ما يقتلك يقويك".. وهل تفكر الآن في ذلك؟ المهم هو تحسن أوضاع النادي الذي لا يقف على أي شخص مهما كان اسمه أو علا شأنه وقد أستقيل يوما ما وأي كان ذلك فبسبب التزاماتي المهنية والعائلية لا غير.. دعنا لا نتحدث في هذا الموضوع الآن والأهم مثلما ذكرت لك هو أن السي آس آس في "العلالي".. قيل الكثير عن دور بسام الوكيل في الانطلاقة القوية للفريق لكنك لم تذكره في حديثك؟ لو سألتني لأجبتك فبسام الوكيل بالأساس دون نسيان البقية كمنذر بن عياد وخالد القبي أنقذوا السي آس آس مادياً وبقربهم من الفريق وأعتبر أن رئيس النادي لطفي عبد الناظر نجح في إقناعهم بضرورة التوحد لما فيه خير للنادي الذي يبقى ملكا للجميع وكل الغيورين عليه فبتكاتف كل الجهود سنكون أفضل ووجب عليا هنا أيضاً شكر هيكل "السوسيوس" بتقديمه الدعم المادي واللوجستي الشيء الكثير ولعل قدوم الحافلة الخاصة بفريق الأكابر في قادم الأيام خير دليل على ما أقول.. لو نترك لك كلمة الختام؟ أختم بالقول أن النادي الصفاقسي له جمهور "من ذهب" فكل الفضل يعود لجماهيره وهي السبب في تجاوز الأزمة بنقدها وضغطها الإيجابي لما فيه مصلحة السي آس آس وعاش النادي الرياضي الصفاقسي وعاشت جماهيره..