أعلن رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، أمس الجمعة، خلال مجلس وزاري عقد بمدينة توزر وخصّص للنظر في الوضع التنموي بالجهة، عن مجموعة من القرارات والإجراءات في عدد من القطاعات من شأنها حل وضعيات شائكة في القطاع الفلاحي والسياحة والوضع العقاري، وقال إنه سيم رسم توجّهات كبرى للجهة في أفق العشرية القادمة لتحسين نسق التنمية. وأفاد في هذا الصّدد، أنه سيتم في بداية سنة 2016 بعث معتمدية سادسة بحامّة الجريد واتخاذ قرار شطب 50 بالمائة من الديون المتخلدة بذمة مجامع التنمية الفلاحية وذلك بالنسبة إلى الواحات الأكثر تضررا من نقص المياه ومشكل الترويج، في ما سيتم جدولة الدين المتبقي وتسديده على أقساط. وبين الصيد أن الوضع العقاري المعقد للجهة سيحظى بمجموعة من القرارات، منها إعفاء البلديات من ديونها والتفويت لفائدتها في مقاسم سكنية عن طريق وزارة أملاك الدولة ضمن برنامج يتم ضبطه للغرض والتسوية العقارية للمناطق السكنية المقامة فوق أراض دولية، إلى جانب تكليف الولاية بإعداد تصوّر لإعادة توزيع مقاسم فلاحية دولية يتم استغلالها منذ الثورة بطريقة غير قانونية. ولتنشيط القطاع السياحي، أعلن رئيس الحكومة عن تعزيز السفرات الداخلية بمطار توزرنفطة الدولي بسفرة سادسة، وإعادة خط توزرباريس لفترة معينة، مع تخفيض سعر التذكرة بين توزروتونس ذهابا وايابا إلى 100 دينار، مؤكدا أن الحكومة ستمنح قريبا رخصة استثنائية لأحد المستثمرين لانجاز مشروع التخزين الانتقائي للطائرات. ولاحظ أن ولاية توزر في حاجة إلى تنويع قاعدتها الاقتصادية من خلال التسريع في الدراسات المتعلقة باستغلال منجم توزرنفطة مع مراعاة الجانب البيئي وإعطاء الإذن للتعمق من الدراسات الخاصة باستغلال ثروات شط الجريد من ملح وبوتاس لتمكين مستثمرين من أبناء الجهة من رخص للانتصاب، معتبرا أن شط الجريد وشط الغرسة ثروة سياحية وثقافية وبيئية وجب حسن استغلالهما. وكان رئيس الحكومة استمع إلى جملة من المشاغل الخاصة بالتنمية في الجهة، مشيرا بالخصوص، إلى الامكانيات الهامة التي تتوفر عليها جهة الجريد. واعتبر أن السلم الاجتماعية ضرورية في هذا الظرف الذي يتميز بالانتقال الديمقراطي وتحديات أمنية وتنموية كبرى تواجهها البلاد. وأتى ممثلو المنظمات الوطنية على غرار الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد الجهوي للشغل والاتحاد الجهوي للفلاحين وناشطو المجتمع المدني والسياسي في الجهة، على جملة الاشكاليات التي تعرفها الجهة في قطاعات الفلاحة والصحة والسياحة والثقافة والشباب والرياضة. واعتبروا ان المشكل العقاري يبقى العائق الأكبر أمام تطور الاستثمارات العمومية والخاصة، إذ أن 97 بالمائة من الأراضي السكنية والفلاحية على ملك الدولة وبقيت خارج دائرة الاستغلال لاسيما في غياب مناطق صناعية مهيأة حيث لا تتوفر إلا على 20 هك من المناطق الصناعية. وطالبوا بفسخ ديون الفلاحين تجاه الشركة التونسية للكهرباء والغاز التي بلغت 900ر10 مليون دينار والاسراع بإحداث ديوان للتمور للتكفل بتنظيم هذا القطاع والحد من المضاربات والاحتكار التي تضر بالفلاحين والدعوة لبعث معهد عال للفلاحة الواحية يساهم في تطوير القطاع. ولتنويع النسيج الصناعي تمت الدعوة الى الاسراع باستغلال منجم فسفاط توزرنفطة مع مراعاة الجوانب وتمكين مستثمرين من البناء الجهة من رخص لاستغلال الملح بشط الجريد. وتساءل عدد من الحضور عن رؤية الحكومة وتصورها للتنمية في الجهة في المدى المتوسط والبعيد. وفي القطاع السياحي دعا عدد من الناشطين في المجتمع المدني ومهنيي القطاع الى إفراد السياحة الواحية والصحراوية بهيكل خاص يتولى الترويج والتسويق والاحاطة بالقطاع في الجهة، معتبرين أن السياحة الواحية والصحراوية مستقبل السياحة في تونس بما تتوفر عليه من منتوج مميز متفرد. ودعوا في ذات السياق، إلى إعادة النظر في برمجة الرحلات الداخلية والخارجية بمطار توزرنفطة الدولي ومزيد العناية بالمواقع الأثرية بإدراج المدن العتيقة بتوزرونفطة ضمن المواقع المرتبة وطنيا وبعث متحف ثقافي بمدينة توزر باستغلال مبان قديمة، بما يوفر متنفسا وسط المدينة. واعتبر المتدخلون أن الشريط الحدودي الممتد على 200 كلم في الجهة يحتاج الى برامج للعناية به لتثبيت السكان وتشجيعهم على الاستقرار، ببعث مشاريع في القطاع الفلاحي والاسراع باحداث منطقة للتبادل التجاري الحر بحزوة. المصدر: وات