أكد وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، كمال الجندوبي، في بلاغ أصدره اليوم الإربعاء 13 جانفي 2016،على أهمية الإحتفاء بالذكرى الخامسة للثورة في منأى عن كلّ طاقة جاذبة إلى الوراء وكلّ فكر عدميّ يشكّك في انتصار الثورة لأهدافها. وفيما يلي بيان الكامل لوزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان كمال الجندوبي:
الذكرى الخامسة لثورة الحريّة والكرامة إنّه لمن دواعي الاعتزاز أن نستقبل وإيّاكم، بكلّ ثقة وأمل، الذكرى الخامسة لثورة 17 ديسمبر 14 جانفي، وهي ذكرى تتزامن مع الإعلان عن تحوير وزاريّ تمّ بمقتضاه، إحداث وزارات جديدة من بينها وزارة مستقلّة تعنى بالعلاقة مع الهيئات الدستوريّة والمجتمع المدني وحقوق الانسان وهي مجالات ذات بعد استراتيجي تعكس إرادة سياسّيّة لإدخال الإصلاحات الضّرورية طبقا لمقتضيات دستور تونس الجديد من خلال استكمال المشهد المؤسساتي الجديد للدولة التونسية ودعم المقاربة التشاركيّة البنّاءة وتثبيت منظومة وطنية في مجال الحقوق والحريّات. مناسبة حريّ بنا كتونسيين أن نحتفي بها في منأى عن كلّ طاقة جاذبة إلى الوراء وكلّ فكر عدميّ يشكّك في انتصار الثورة لأهدافها، مدركين أنّ بلادنا تمضي نحو استكمال بناء مسارها الديمقراطيّ التحرّري والتأسيس لنموذج نجاح يرقى إلى مستوى تطلّعات الشعب وانتظاراته. إنّ المشكّكين في تقدّم تونس في مسار الانتصار لأهداف ثورة الحريّة والكرامة يتناسون، عن قصد أو غير قصد، بأنّ المسار الديمقراطي ليس طريقا خطيّا أو فعلا آنيّا. وأنّ المسار الديمقراطي فعل معقّد وغير مضمون المحصّلات والنتائج مسبقا مثلما أثبت التاريخ ذلك في أكثر من موقع ومناسبة. وأنّ الإرادة التي تحدو شعبنا الأبيّ، تمسّكا بثورته المجيدة، هي الضمانة الأساسيّة لاستكمال طريق الاصلاح الشامل وبناء الغد الأفضل الذي يليق بوطننا المفدّى. لا تراجع بعد اليوم عن مكسب الحريّة المواطنيّة المسؤولة. لقد قطعنا بفضل الدماء الزكيّة للشهداء وتضحيات ونضالات حرائر وأحرار تونس، قطعا نهائيّا، مع ثلاثيّة الخوف والظلم والاستبداد. وأقام شعبنا الدليل على أن تونس، التي ألهمت العالم، سائرة نحو تعزيز أركان ديمقراطيتها الناشئة ومشروعها التنموي الطموح. إنّ ذكرى ثورة الحريّة والكرامة تحفزنا على مزيد البذل والتعلّق بقيمة العمل واستحثاث نسق تجسيم البرنامج الاصلاحي التشاركي الذي تعمل الحكومة على وضعه انسجاما مع أحكام الدستور ومع الأهداف الكبرى للمخطط التنموي الجديد. مرحلة جديدة من الإنجاز والبناء لن ندّخر خلالها جهدا لاستكمال بناء المؤسسات الدائمة للدولة ودحر الارهاب والتطرّف ومواطن الهشاشة والتهميش، بالعدل وبسلطة القانون والاحترام الكامل لحقوق الانسان ومبادئها الكونيّة السامية، معزّزين بشراكة استراتيجيّة شفّافة وفاعلة مع مجتمع مدنيّ، فاعل ومسؤول، وبحوار مجتمعيّ جامع كان له الفضل في صنع ربيع "تونس نوبل للسلام" وسيكون الضامن الأمثل لمستقبل بلادنا المشرق. المجد للشهداء والعزّة للوطن. وكلّ عام وتونس تنتصر. كمال الجندوبي وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان