اثار تعيين كريم عزوز قنصلا عاما لتونس في باريس غضب العديد من الجمعيات التونسية في باريس لانتماء عزوز لحركة النهضة. في هذا الحوار لحقائق اون لاين يتحدث قنصلنا العام في باريس عن اسباب هذا الرفض كما يكشف بعض من كواليس زيارة الرئيس المرزوقي. في الحوار يكشف عزوز أيضا عن صورة تونس السيئة في الاعلام الفرنسي والتي تحتاج كثيرا من الوقت والجهد لتحسينها. وفي ما يلي الحوار كاملا: حقائق أون لاين: بماذا تفسر الرفض الذي جوبهت به حالما وقع تعيينك قنصلا لتونس من قبل بعض الجمعيات اليسارية التونسية التي تنشط في فرنسا على اعتبارك تنتمي الى حركة النهضة؟ كريم عزوز: بقطع النظر عن مواقفهم لم تسؤ العلاقة بيني وبينهم يوما و أغلبهم أصدقائي وناضلنا مع بعضنا سواء في ما يخص ملف الحريات في تونس أو في ملف الهجرة او القضية الفلسطينية وغيرها. وقد اطلعت على بياناتهم لم يكن لهم اعتراض على شخصي بل هو مجرد اختلاف سياسي. فمن وجهة نظرهم لا يحق لي أن أتقلد هذا المنصب وذلك نظرا لانتمائي إلى حزب النهضة وهو موقف مبدئي لهم وأنا أحترم ذلك الموقف. و كممثل للدول للدولة التونسية أتعامل من كل الجمعيات الموجودة بفرنسا على نفس القدر من الاحترام والمساواة فكل المقرات التي تملكها تونس على ذمة الجمعيات وقد تم افتتاح مقر جديد مؤخرا في باريس لهذا الغرض. حقائق اون لاين: طيب هل هناك توافق وتكامل بينك وبين سفيرنا في فرنسا والذي ينتمي الى حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات؟ كريم عزوز: هي علاقة طيبة وهذا يدخل في اطار الثقافة الجديدة التي يجب ترسيخها في الإدارة وداخل المجتمع ويمثل ذلك نفسا جديدا لتونس اذ يجب علينا أن لا نقع في أخطاء السابق حين كان الإنتماء الى حزب أو منظمة يمنع صاحبه من تقلد أي منصب من مناصب الدولة اذ بقطع النظر عن انتماءاتنا لأحزاب مختلفة فنحن نعمل وبتنسيق تام لخدمة مصلحة تونس والتونسيين كل من موقعه . حقائق أون لاين: نعلم جيدا انه ومنذ وصول الاسلاميين الى الحكم في تونس شهدت العلاقات التونسية الفرنسية شبه برود انعكس على صورة تونس لدى الرأي العام الفرنسي فكيف تقيم صورة بلادنا في بلد الانوار؟ كريم عزوز: في الحقيقة الصورة سيئة وذلك يعود بالأساس لقلة دراية الإعلام الفرنسي بطبيعة الشعب التونسي فهم تفاجؤوا كغيرهم بالربيع التونسي ولم يكونوا مهيئين لتقديم صورة موضوعية لما يحدث. هذه الصورة السيئة تكرست لعدم تقبل العديد من الإعلاميين لفكرة وصول الإسلاميين الى الحكم. لكن هذا لا ينفي وجود أحداث مقلقة بالنسبة لهم منها أحداث السفارة الأمريكية أو اغتيال شكري بالعيد والتي تعتبر مشاكل حقيقية هزت صورة تونس في الخارج. كل هذا لا ينفي التحسن الملحوظ لهذه الصورة ويعود ذلك بالأساس الى شهادة قرابة خمسين ألف مشارك في المنتدى الاجتماعي العالمي الذين أجمعوا على ان صورة تونس مخالفة تماما لما ترويه وسائل الإعلام إضافة الى الاستقرار الاقتصادي الذي تعيشه تونس مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية مثل إسبانيا واليونان. حقائق أون لاين:في اطار جهود القنصلية لتحسين صورة تونس في فرنسا في المدة الاخيرة علمنا أنك سعيت لتنظيم لقاء للرئيس منصف المرزوقي في زيارته الأخيرة مع صحفيين فرنسيين لكنهم اعتذروا. كيف تم الامر؟ كريم عزوز : كل ما في الأمر ان أحد مستشاري رئيس الدولة اتصل بي وطلب مني أرقام هواتفهم جموعة من معارفه من الصحافيين والساسة حين كان يقيم في باريس ونظرا لضيق الوقت وعدم تفرغ أغلبهم لم يتم هذا اللقاء ولا أملك المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع. حقائق أون لاين: هناك ملف اخر في علاقة بصورة تونس في فرنسا وهو الجهود التي كان يقوم بها يهود تونس في الخارج من اجل تجميل صورة نظام بن علي في السابق هل تخلت الجالية التونسية اليهودية عن تونس بعد الثورة؟ كريم عزوز: بالعكس الجالية التونسية اليهودية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الشعب التونسي لم تتخلى عن تونس ما بعد الثورة ويعود ذلك لحنينهم اللامحدود لتونس وأكبر دليل أني أستقبل يوميا العديد من اليهود من أصول تونسية الذين يتقدمون بمطالب الى القنصلية للحصول على الجنسية التونسية التي توارثوها عن ابائهم وأجدادهم. هذا لا يمنع من القول أنه في فترة معينة استغل الرئيس السابق هذه المشاعر من خلال لعب دور الضامن الوحيد للاستقرار في تونس وايضا من خلال تشويه المعارضة وخاصة الإسلامية منها وهي أساليب صارت مكشوفة لدى ألجميع ومن الوارد أن البعض من التونسيين اليهود وقعوا في الفخ وساندوا بطريقة أو بأخرى النظام السابق والأغلبية منهم تفطنوا بعد الثورة الى أنه وقع استغلالهم في معركة لاناقة لهم فيها ولا جمل وهي معركة قمع الحريات في تونس وعبروا عن ندمهم. حقائق اون لاين: عرفت فرنسا في الاشهر الاخيرة موجة لما يسمى باللاجئين السياسيين الجدد المحسوبين على النظام السابق والذين خلفوا الاسلاميين في فرنسا؟ كريم عزوز: في ما يخص من أسميتهم اللاجئين الجدد نحن نتعامل معهم كمواطنين تونسيين لهم نفس القدر من الحقوق. حقائق أون لاين: ماكان يعاب على القنصلية التونسية في العهد السابق هو الدور الامني الذي كانت تقوم به وبصفة عامة سوء معاملة المواطن التونسي. منذ توليك منصب قنصل عام ماذا تغير في سير عمل القنصلية؟ كريم عزوز: أول شيء قمت به هو هو اني هيأت مكان استقبال المواطنين والذي كان في حالة يرثى لها وهو أمر مهم جدا أن يشعر التونسي بالراحة في قنصليته. أما في ما يخص الدور الامني الذي لعبته القنصلية في فترة ما أنا اؤكد أن القنصلية اليوم في خدمة المواطن التونسي دون أي مراقبة وقد تم تغيير أغلب الموظفين وأنا أعمل شخصيا على تحسين العلاقة مع المواطن وذلك من خلال العمل على ايصال المعلومة الصحيحة ومحاولة تقديم الخدمة في أقصر الآجال .وفي هذا الغرض قررنا القيام بسبر آراء بطريقة علمية للتعرف أكثر على مواطن الخلل وإصلاحها.