ذكّر الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية لشؤون التجارة والأعمال زياد حيدر، خلال ندوة صحفية انتظمت اليوم الجمعة 27 ماي 2016، بالعلاقات التونسيةالأمريكية التاريخية مشيراً في سياق متّصل إلى اللجنة الاقتصادية المشتركة التي من اهتماماتها البحث في كيفية تطوير المؤسسات الصغرى والمتوسطة والتشجيع على المبادرة. وأفاد حيدر أنه خلال زيارته الأولى لتونس عقد لقاءات مع كلّ من وزراء التكوين المهني والتشغيل زياد العذاري والتجارة محسن حسن والصناعة زكريا حمد، مبيناً ان لقاءه مع العذاري تناول كيفية مساعدة المؤسسات الصغرى والمتوسطة على التطور وذلك من خلال إحداث موقع الكتروني تسجّل فيها المؤسسات وتنطلق فورياً في العمل عوض الانتظار لمدة 40 يوماً المدة التي يستغرقها استخراج الوثائق معرباً عن أمله في أن تقوم الحكومة بهذه الخطوة. لقاءات مع مسؤولين ورواد أعمال وأضاف ان لقاءه مع وزير التجارة تمحور حول تعزيز التبادل التجاري بين البلدين إلى جانب مؤتمر الاستثمار الذي من المنتظر أن ينعقد في تونس السنة الحالية وأولويات الحكومة في ما يتعلق بتطوير التجارة، فيما تطرق اللقاء مع وزير الصناعة إلى الصناعات التي تعمل الحكومة على تطويرها والمجالات التي تريد جذب استثمارات إليها وبشكل خاص قطاع الطيران ومكونات السيارة، وفق المتحدث. وأشار زياد حيدر إلى ان الولاياتالمتحدة قدمت مساعدات لتونس بعد الثورة تقدّر ب750 مليون دولار موضحاً انها تسعى إلى دعمها حالياً من خلال التبادل التجاري والاستثمار. وكشف انه التقى كذلك مع عدد من رواد الأعمال الشبان واستمع إلى مشاغلهم لافتاً إلى انه أعجب بمن قابلهم في "تونس بيزنس سكول" حيث تحدث التلاميذ هناك عن أفكار وتطبيقات وبرامج جديدة ولم يتطرقوا إلى الصعوبات التي تواجههم، كما التقى عدداً آخر من باعثي المؤسسات الذين أكدوا لهم عزمهم على النجاح رغم كلّ التحديات. وأبرز ان ما يريده هؤلاء الرواد هو فرصة للنجاح دون محاباة مؤكداً انه يتعيّن على الحكومتين التونسيةوالأمريكية مساعدتهم. وأوضح ان الصعوبات التي تواجههم تتمثل في صعوبة الدفع الالكتروني وإيصال المنتوجات مشيراً إلى انهم رغم ذلك يمتلكون قدرة على الخلق والالتفاف على التحديات. على صعيد آخر، شدد حيدر على دعم بلاده للحكومة والشعب التونسيين وكذلك إلى رواد الأعمال مبرزاً في الآن ذاته أهمية دعم القطاع الخاص للنهوض بالاقتصاد التونسي. وبيّن ان هناك محادثات مع غرفة التجارة الأمريكية لبحث كيفية مساعدة رجال الأعمال الأمريكيين في تونس وكذلك رجال الأعمال التونسيين في الولاياتالمتحدة وذلك في مجالات صناعية مختلفة لا تقتصر على صناعة التكنولوجيات فحسب على غرار تصدير التمر. ولفت ممثل وزارة الخارجية الأمريكية في هذا الإطار إلى شركة "Pragma" الممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي تعمل على جمع ممثلين عن القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني لمساعدة الشركات التونسية على تطوير نفسها بحيث تصبح قادرة على المنافسة في السوق الخارجية. واعتبر ان الحكومة التونسية قامت بإجراءات إيجابية تهمّ الوضع الاقتصادي إلا ان هناك أموراً أخرى لم تتمّ بعد على غرار قانون الاستثمار. القمة العالمية لريادة الأعمال من جهة أخرى، أوضح زياد حيدر ان زيارته تدخل أيضاً في إطار تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين ولتبيان كيفية إمكانية مساعدة ريادة الأعمال في تونس مشيراً إلى انعقاد الدورة السابعة للقمة العالمية لريادة الأعمال في سيليكون فالي بولاية كاليفورنيا من 22 إلى 24 جوان 2016. وقال إن 1000 شخص سيشاركون في هذه القمة منهم 300 مستثمر و700 رائد أعمال من 177 بلداً من بينهم 9 من تونس مبيناً ان القمة ستكون فرصة لكي يجتمع المستثمرون بباعثي المؤسسات. ورداً على سؤال لحقائق أون لاين حول ما يروّج من ان الولاياتالمتحدة تفرض على تونس إصلاحات في قوانينها الاقتصادية لمساعدتها، بيّن المسؤول الأمريكي ان تونس قامت بثورة وان شعبها اختار حكومته في انتخابات حرة مؤكداً ان بلاده تريد دعم تونس اقتصادياً ولكنها لا تتدخل فيها. وشدد على ان الحكومة تقوم بخياراتها وتقدم القوانين التي تناسبها وان الولاياتالمتحدة تحترم هذه الخيارات وتساهم في الإصلاحات التي تقرها الحكومة قائلاً انه من الأمثلة على ذلك ضمان أمريكا لقروض تونس. وتابع موضحاً ان دوره يتمثل في الاجتماع برجال الأعمال الأمريكيين والاستماع إلى الصعوبات التي تحول دون استثمارهم في تونس ونقلها إلى الحكومة التونسية التي تحاول القيام بعدة إصلاحات مؤكداً ان ذلك لا يعني ان بلاده تشترط وضع قوانين محددة كي تقدم مساعداتها.