وسط تعزيزات أمنية مشددة، افتتحت بقصر المؤتمرات بالعاصمة مساء أمس، فعاليات الدورة 34 لمهرجان مدينة تونس في سهرة فنية أحياها المطرب التونسي لطفي بوشناق وحضرها جمهور غفير وثلة من أهل الفن والسياسة. وإلى جانب وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث سنيا مبارك، تميز حفل الافتتاح بحضور رئيس الحكومة الحبيب الصيد وعدد من الوزراء ومن الفرقاء السياسيين، فضلا عن والي تونس. هذه السهرة الرمضانية عرفت نسقين مختلفين حيث اختار بوشناق تأثيث الجزء الأول على مدى ساعة ونصف، بأغنية تمتدح الرسول الكريم، إلى جانب مختارات من الأغاني التي تتغنى بالوطن وبحب الحياة. أما الجزء الثاني من السهرة فقد شهد نسقا أكثر تسارعا، وتميز بتفاعل كبير للحاضرين، إذ استضاف بوشناق الفنانة الشابة ذات الصوت الطربي إيناس شطورو، قبل أن يواصل إمتاع جمهور مهرجان المدينة بباقة من الأغاني الناجحة من ألبوماته القديمة على غرار "نساية" و"ريتك ما نعرف وين" و"إنت شمسي" الى جانب تقديم أغنية الفنان الراحل الصادق ثريا "كي يضيق بيك الدهر يا مزيانة". غنى الفنان لطفي بوشناق وتسلطن، وعزف على عوده الذي لم يفارق أنامله، وقد رافقه في هذا الحفل الفني مجموعة موسيقية ضخمة، يتجاوز عدد عناصرها 30 عازفا، فضلا عن الكورال، يتقدمهم المايسترو عبد الحكيم بالقايد. تفاعل الجمهور كان كبيرا، ورسائل بوشناق المشفرة بلغت مسامع الجمهور والمسؤولين السياسيين الحاضرين، فقد ظل يراوح بين الفينة والأخرى بين تقديم مواويل وارتجالات وأشعار نظمت بالعربية وباللهجة التونسية ينتقد فيها ممارسات السياسيين ويدعو الى تغليب مصلحة الوطن ويشكو خيانة الزمن وأوجاعه. ولم يفوت الفنان لطفي بوشناق فرصة حضور عدد كبير من أعضاء الحكومة ومن الناشطين السياسيين ليختتم السهرة بتقديم أغنية "أنا مواطن" التي يدعو فيها الى أن تكون تونس "بلا حروب ولا خراب، ولا إرهاب ولا فتن" مناديا بأعلى صوته "خذوا المناصب والمكاسب وبربي خلوا لنا الوطن"...كلمات تفاعل معها الحاضرون في قصر المؤتمرات وصفقوا طويلا، إيمانا بأهمية الحفاظ على الوطن والذود عنه. المصدر: وات