أعلن نائب رئيس جامعة صفاقس الدكتور عبد الواحد المكني خلال حفل اختتام السنة الجامعية بالجهة عن آخر تصنيف وصفه بالجدّي صدر مؤخرا وقد حلّت فيه جامعة صفاقس في المرتبة الاولى تونسيا والمرتبة 12 عربيا. هذا الخبر الذي بدا كبقعة ضوء ساطع في سماء يكتنفها السواد بالنظر إلى تراجع موقع ومكانة الجامعة التونسية ككل خاصة على الصعيدين الاقليمي والعالمي في ظلّ تدني مستوى الطالب وهشاشة البحوث العلمية التي أضحت غير قادرة على المنافسة و التموقع في خارطة مراكز صناعة الذكاء والمعرفة والعلوم في العالم قاطبة،علّق عليه رئيس الجامعة الدكتور رفيق بوعزيز في تصريح خصّ به حقائق أون لاين بالقول:"نحن بصفة عامة راضون على هذا الترتيب ولكن طموحاتنا أكبر من ذلك حيث نسعى أقصى ما يمكن إلى التحسين رغم أنّ ترتيب جامعة صفاقس على المستوى العربي والافريقي يعدّ مقبولا". وأوضح الاستاذ بوعزيز أن هناك مقالات علمية لا تحتسب نظرا لان الباحثين الذين يقومون بنشرها لا يضعون اسم جامعة صفاقس في الموقع الاول وهو ما يحول دون احتسابها في مثل هذه العمليات من التصنيف الاقليمي والدولي مفيدا بأنّه هناك عملا مشتركا مع جامعات تونسية أخرى من أجل تدارك مثل هذه الثغرات. وقال محدثنا ان مستوى الابحاث بشكل عام يعدّ جيدا ،مبرزا أن جامعة صفاقس على مستوى الابتكار هي الاولى على الصعيد الوطني وقد وقع تكريم عديد الكليات والمعاهد العليا من الجهة في يوم العلم من قبل رئيس الجمهورية خلال السنة الماضية حيث نالوا جوائز. وشدّد الدكتور رفيق بوعزيز رئيس جامعة صفاقس على أنّ الابحاث بصفة عامة ممتازة ولكن الجامعة تسعى إلى مزيد التحسين لاسيما على مستوى الاعتمادات،مشيرا إلى أنّه رغم قلة الامكانات المتوفرة حاليا فان العمل لم يتوقف ومستوى الابحاث يعتبر مشرفا،وفق تعبيره. وتوقع أنه من المنتظر أن يتحسن الترتيب العالمي لجامعة صفاقس خاصة في ظلّ تحسين الاعتمادات،معتبرا أنّ هذا لا ينفي أنّ وضع الجامعة التونسية ككل صعب بسبب السياسات الخاطئة التي تم انتهاجها منذ أكثر من عشرين سنة. واعتبر أنّ تكاثر عدد الطلبة على حساب النوعية وجودة التعليم العالي هو احد افرازات هذه السياسات التي دعا إلى مراجعتها،مناديا بضرورة التنسيب رغم كلّ هذه الهنات حيث أكّد على وجود طلبة من جامعة صفاقس قاموا بتشريف تونس في الخارج واحتلوا مواقع عالمية. من جهته،قال الدكتور عبد الواحد المكني نائب رئيس جامعة صفاقس إن هذه النتيجة التي تحققت هي ثمرة عمل مشترك وتقاليد في ظلّ أجواء طيبة تجمع الطلبة والاداريين وهياكل الجودة ورئاسة الجامعة المنتخبة،مؤكدا أنّه لا ينظر بعين الرضاء التام اذ يتطلع إلى السعي للتحسين والتطوير،متوجها برسالة خاصة لمن أسماهم بالمتندرين على مستوى الجامعة خاصة في بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأنّه لا يجوز المقارنة مع جامعات أخرى عالمية في ظلّ عدم توفر نفس الشروط والامكانات بالنسبة لتونس التي تمرّ بانتقال ديمقراطي ووضع اقتصادي واجتماعي صعب بعد سنوات الاستبداد السياسي،حسب قوله. حريّ بالاشارة إلى أنّ جامعة صفاقس تأسّست في سنة 1986 ورغم حداثة عهدها مقارنة بتاريخ تأسيس الجامعة التونسية التي ستحتفل بعد سنتين بستينيتها فإنّها تضمّ اليوم زهاء 20 مؤسسة جامعية من كليات ومدارس ومعاهد عليا تحتل موقعا طلائعيا على المستوى الوطني والاقليمي عربيا وافريقيا.