تناقلت وسائل الإعلام صباح اليوم الاثنين 05 سبتمبر 2016، تصريحات النائب عن الجبهة الشعبية منجي الرحوي بخصوص ضرورة تغيير الجبهة لخطابها وسلوكها خلال الفترة المقبلة، كما تضمنت تعبيره عن استغرابه من عدم وجود هياكل ديمقراطية بالجبهة رغم دفاعها الدائم على إرساء ديمقراطية حقيقية في البلاد، إضافة إلى أنّه كان يفضّل أن تشارك الجبهة في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة وأن لا ترفض دعوة يوسف الشاهد للتشاور بخصوص تركيبتها. وفي هذا الإطار، اجتمع عدد من قيادات الجبهة، في تصريحات متفرقة لحقائق أون لاين، حول حق الرحوي في التعبير عن رأيه وانتقاد أداء المكون السياسي الذي يمثله في مجلس نواب الشعب ما دام يدفع في اتجاه التطوير والتحسين في أدائه، حيث قال النائب عن الجبهة الشعبية في البرلمان نزار عمامي: "نحن في الجبهة نحترم كل الآراء، وبالنسبة لمنجي الرحوي فله كل الحق كقيادي بالجبهة أن ينتقد بالشكل الذي يراه مناسبا من اجل الدفع نحو الديمقراطية وفي اتجاه تحسين أداء الجبهة". من جهته، اعتبر النائب عبد المؤمن بلعانس أن الرحوي حرّ في تقييمه، "إذ لم يجزم أحد من قبل أن الجبهة لا يتخللها أي نقائص أو سلبيات أو أنها وصلت إلى قمة الكمال"، مؤكدا سعي مناضليها الدائم لتطوير أدائها، مشيرا إلى أن كلام الرحوي جاء بالتأكيد بعد عديد الأحداث المتتابعة مثل دفعه من قبل الجبهة نحو عدم قبول المنصب الوزاري الذي اقترحه عليه رئيس الحكومة يوسف الشاهد ونتائج مؤتمر حزبه الوطد الموحد وغيرها، حسب تعبيره. النائب عن نفس الكتلة فتحي الشامخي كان له رأيين في تعليقه على تصريحات الرحوي المشار إليها، حيث اتفق معه في حاجة الجبهة إلى تدعيم هيكلتها، وقال إنه بالنظر للوضع الذي تمر به تونس، هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الجبهة الشعبية في أن تصبح من بين الشموع التي تضيء راية الأمل في البلاد، ليس فقط من باب العمل السياسي لنيل السلطة ولكن من منطلق المسؤولية ضمن العائلة السياسية، وفق تقديره. واعتبر محدثنا أن الهيكلة صلب الجبهة الشعبية من مكامن ضعفها إذ لا تسير عملية تدعيمها وتجسيدها بالسرعة المطلوبة رغم أنها في حاجة إلى مراجعات عديدة، لافتا إلى وجود إشكالية حقيقية على هذا المستوى باعتبار أن الجبهة متكونة من عدة أطراف سياسية لكنها كمكوّن سياسي ليس لها "ماركة مسجلة"، داعيا إلى ضرورة التعجيل بتقديم ملف قانوني كي تصبح الجبهة حزبا قائم الذات وتوزيع الانخراطات على من يرغب في الانظمام إليها وفتح بابها أمام كل من يتوافق مع مرجعيتها. في المقابل، عارض الشامخي تصريحات الرحوي في علاقة بمشاركة الجبهة في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة وأنه كان من الأفضل أن لا ترفض دعوة يوسف الشاهد للتشاور بخصوص تركيبتها، واعتبر أن موقف الجبهة الرافض لهذه المشاركة كان من أفضل المواقف المعلنة على الساحة السياسية.