تشهد العديد من المحافظات التونسية، الثلاثاء، احتجاجات عدّة على الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون في شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة، فيما تعطّلت، الدروس في مدينة سيدى بوزيد، مهد الثورة التونسية، بعد مواجهات عاشتها المدينة خلال ليلة الاثنين، حيث تمّ حرق مكتب الاستقبال لمنطقة الأمن الوطني وتهشيم الواجهة البلورية وخلع مركز الشرطة البلدية ونهب كل تجهيزاته وإتلاف الوثائق الموجودة به وحرق جميع محتويات مكتب تعليم الكبار. وأكّدت مصادر إعلامية وأمنية، أنّ المتظاهرين قاموا بحرق الإطارات المطاطية في الشوارع وتهشيم أربع سيارات أمن، إلى جانب إتلاف وتخريب العلامات المرورية والإشهارية في شوارع المدينة والسطو على عدد من المحلات التجارية الخاصة، وتهشيم بلور عدد من السيارات الرابضة في الشوارع، كما تعطّلت الدروس بالعديد من المؤسسات التربوية في محافظة أريانة (15 كلم شمال العاصمة)، حيث تجمع تلاميذ من عدد من المعاهد الثانوية "للتنديد بأحداث العنف التي شهدها شارع الحبيب بورقيبة والشوارع المحيطة به الاثنين، بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الشهداء، رافعين شعارات مناوئة للعنف المسلط على المتظاهرين". وعبر محتجون من التلاميذ عن غضبهم لما أسموه ب "الممارسات القمعية للمتظاهرين السلميين بشارع بورقيبة ومحاولات التضييق عليهم"، معتبرين أن "العنف الذي طال المواطنين والحقوقيين والصحافيين وممثلين عن مكونات المجتمع المدني، لا يخدم الصورة المشرقة التي نريدها لتونس ما بعد الثورة". ودفعت السلطات التونسية بالعديد من التعزيزات الأمنية في محيط المؤسسات التربوية لمنع خروج التلاميذ إلى الشوارع، فيما شهدت محافظات المنستير وصفاقس ليلة الاثنين مظاهرات مماثلة للاحتجاج على "قمع المتظاهرين في تونس العاصمة" و للتعبير عن غضبهم واستيائهم من تلك الاعتداءات، التي أثارت استياء وغضب غالبية الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني في تونس. آخر تعديل على الثلاثاء, 10 نيسان/أبريل 2012 15:22