قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، إنّ "النظام التونسي السابق قام بتأويل التصريح الذي أدلى به عام 2009 للتلفزيون التونسي، على هامش مشاركته في احتفالات القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية، وتمّ تقطيع الحديث واختيار بعض المقاطع منه خدمة لنظام زين العابدين بن علي على غير ما أراده له". جاء ذلك خلال حضور القرضاوي لختام أعمال المؤتمر الدولي، الذي احتضنته تونس منذ الأحد الماضي، حول "التجديد في الفقه السياسي الإسلامي"، ويُعتبر هذا التصريح، أوّل ردّ للقرضاوي على معارضيه الذين رفضوا زيارته إلى تونس بدعوة من حركة النهضة، منذ الثالث من مايو الجاري، وذلك بحجّة مساندته للرئيس المخلوع عام 2009، واعتبره "مفتيًا لفتنة في بلاد المسلمين" و "عرّابًا للثورات". يُذكر أنّ رئيس الاتّحاد العالمي لعلماء المسلمين، كان قد أكّد خلال وصوله، الخميس، إلى مطار تونسقرطاج الدولي، أنّه "سعيد بوجوده في تونس بلد الثورة والكرامة، تونس التي ثارت ضد الطغيان والاستبداد، وأبت إلا أن تكون حرة طليقة"، مضيفًا "أنا اليوم موجود بين أهلي، فوجودي بينكم حلم عشته منذ سنين، لذا كنت حريصًا على تحرركم من الطاغية، فتونس أنجبت خيرة العلماء من ابن عاشور إلى الثعالبي وصولاً إلى راشد الغنوشي"، مشددًا في جميع خطاباته أنّ "وفد العلماء يزور تونس لتحية شعبها على ثورته، وإعلان دعمه له، والوقوف إلى جانبه، وهو الذي صنع ثورة شكلت قدوة لشعوب أخرى". وكان الشيخ القرضاوي قد علّق على خطاب ألقاه زين العابدين، بمناسبة افتتاح القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2009، بقوله "خطاب السيد رئيس الجمهورية، كان خطابًا شاملاً، وذكر معان مهمّة في ثقافة الأمة وأبرز العناية بالثقافة الدينية الإسلامية، ولا شكّ أنّ من يزور تونس يلمس آثار هذه العناية خصوصًا من الناحية العمرانية، والاهتمام بالإنسان في مجال التعليم والصحّة، وهذه أشياء تُحمد لتونس وللسيّد الرئيس زين العابدين بن علي".