عندما يشتد الخلاف بين الزوجين أثناء مناقشة مشكلة ما، يظن البعض أن الحل الفعال يكمن في اللجوء إلى ممارسة الجنس، لأنه من وجهة نظرهم يؤدي إلى فض الاشتباك بين الزوجين وينسيهما ما كان بينهما من خلاف. هذا هو المتعارف عليه اجتماعيًا والذي رفضه بشدة الباحث سيث مييرز الطبيب النفسي الذي وصف هذا التصرف بأنه "أشبه بتعاطي الكوكايين الذي ينسي الآلام بشكل مؤقت، وتبقى المشكلة كما هي من دون حل". كما برر مييرز، الطبيب النفسي المقيم في لوس أنجلوس، رأيه من خلال مشاركة كتبها على مدونة "Psychology Today" المتخصصة في علم النفس ومناقشة المشكلات النفسية، بأنه "في حالة انتهاء أي شجار عائلي بين الزوج وزوجته بعلاقة حميمة تملؤها اللذة والمتعة الجنسية، يكن ذلك دافعًا للزوجين لمعاودة الشجار مرة ثانية، إذ يعتبران العلاقة الحميمة مكافأة على الشجار الذي نشب بينهما، وبذلك تتفاقم المشكلات فيما بينهما". وأضاف أن "ممارسة الجنس للتغطية على الشجار العائلي تعزز من الرغبة في العراك والدخول في حالة انفعالية يغلب عليها الحزن". وعلى الرغم من تناقض هذه النظرية مع ما هو متعارف عليه بين قطاعات كبيرة من الناس من أن ممارسة الجنس قد تنهي الخلاف وتساعد على استعادة التواصل مع الطرف الآخر، أكد مييرز أن "اللجوء إلى الجنس في أعقاب الشجار من أكثر الممارسات الضارة بالعلاقة الزوجية، إذ يمكن تشبيهها بالمسكنات أو المخدرات، لأنها ببساطة تنتقل بالزوجين إلى الطرف الآخر من المشكلة، وكأنها لم تكن، وتوهم الطرفين بحلول وهمية للمشكلة". من جهةٍ أخرى، من الممكن أن يؤدي اللجوء إلى الجنس لتجاوز المشكلات الزوجية من الممارسات التي لا تؤثر فقط على الحياة العاطفية للزوجين، بل يمكن أن يتجاوز أثرها إلى الحياة الجنسية أيضًا مسببًا مشكلات لا يمكن تداركها بسهولة. من جهةٍ أخرى، يشير بعض خبراء العلاقات الحميمة إلى أن "ممارسة الجنس في أعقاب المشاجرات الزوجية أمر طبيعي، ويمكن من خلاله الحفاظ على العلاقة العاطفية بين الزوجين في حالة جيدة". كما أشار بعضهم إلى أن "العلاقة الجنسية في أعقاب المشاجرات بين الزوجين تتسم بالقوة، نظرًا لحالة التعبئة النفسية التي يعيشها الطرفان بعد اشتداد الخلاف بينهما". ومع ذلك، كان مييرز، الطبيب النفسي، ثابتًا على موقفه فيما يتعلق بأن "هناك أضرارًا جسيمة تلحق بالزوجين نتيجة لممارسة الجنس بعد وقوع خلاف أو شجار فيما بينهما". هذا ولم يتوقف مييرز عند هذا الحد، إذ أشار إلى "ضرورة التراجع عن ممارسة الجنس حتى ولو كان ذلك أثناء الممارسة، إذا أحس أي من الطرفين بأي مشاعر سلبية من أي نوع، فعليه أن يتراجع عن الطرف الآخر على الفور". وأضاف أنه "على الرغم من صعوبة تلك اللحظات، لكن هذه الصعوبة أهون من مشكلات لا يمكن تداركها بسبب ممارسة الحب أثناء الشعور بهذه الأمور السلبية، وأن على الطرف الذي انتابته هذه المشاعر أن يصارح الأخر بكل ما يحيك في صدره، وأن يتفهم كلاهما أن عليهما المحاولة في وقتٍ آخر".