عاين رئيس الحكومة حمادي الجبالي، يوم السبت 25 فيفري 2012، بواسطة طائرة مروحية، الأوضاع الناجمة عن الفيضانات التي شهدتها مدينة بوسالم خلال الأيام الأخيرة والتي غمرت جراءها المياه عديد الأحياء السكنية ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية مثلما أدت إلى إلحاق ضرر كبير بالبنى التحتية والتجهيزات الجماعية. واطلع الجبالي لدى اجتماعه بلجنة مجابهة الكوارث الطبيعية على تطور الأوضاع والخسائر الناجمة عن هذه الفيضانات والجهود المبذولة للتخفيف، قدر الإمكان، من وطأة الكارثة وحماية الأرواح البشرية. ولم يتسن لرئيس الحكومة المؤقتة الذي كان مرفوقا بوزير الداخلية ووزير التجهيز وكاتب الدولة لدى وزير الفلاحة، بعد نزول المروحية المقلة له بالملعب الرياضي ببوسالم، مواصلة زيارته مترجلا وسط المدينة بسبب الاحتجاجات وحالة الاحتقان التي كان عليها المتساكنون بسبب الخسائر التي لحقتهم والشلل الذي أصاب المنطقة. وأوضح حمادي الجبالي في تصريحات لوسائل الإعلام أن إنقاذ مدينة بوسالم من أخطار الفيضانات يحتاج إلى معالجة جذرية على مستوى البنية الأساسية سيما عبر إحداث مجار بديلة تمكن من تحويل مسار مياه وادي مجردة قبل وصولها للمدينة محملا النظام السابق مسؤولية التراخي في إتمام انجاز هذا المشروع الحيوي الذي من شأنه حماية مواطني المنطقة من الفيضانات. وبخصوص احتجاجات المتساكنين، قال الجبالي أن الحكومة متفهمة لمشاعر المواطنين ومدركة لانتظاراتهم مؤكدا أن الأولوية في مثل هذه الكوارث تتمثل في حماية الأرواح البشرية قبل كل شيء. من ناحيته لفت وزير الداخلية علي العريض، إلى تزامن الانفلات الأمني مع الفيضانات التي طالت المدينة مشيرا إلى وجود ما اسماه "مجموعات تعمد إلى تحريك الشارع بغاية مزيد تأزيم الأوضاع وتعطيل عمل الحكومة". ومن جهة أخرى ألغى رئيس الحكومة المؤقتة زيارة كانت مقررة يوم السبت لمدينة مجاز الباب من ولاية باجة لمعاينة تطورات الأوضاع بالمدينة بعد الفيضانات التي اجتاحتها. وقد عاينت مراسلة "وات" بولاية باجة، تجمع مئات من المواطنين على ضفاف وادي مجردة والقنطرة المرادية وسط مدينة مجاز الباب لساعات في انتظار الجبالي لطرح مشاغلهم وإطلاعه على ما لحق بهم من أضرار، وسط حضور مكثف لقوات الجيش والأمن الوطنيين. وبقيت أسباب إلغاء الزيارة إلى المدينة سؤالا مطروحا على ألسنة العديد من مواطني مجاز الباب الذين انتظروا طويلا دون أن يحل رئيس الحكومة بمدينتهم.