أكدت وزارة السياحة التونسية، الأحد، تسجيل بوادر إيجابية لانتعاشة القطاع السياحي، إذ ارتفع عدد السائحين الذين زاروا البلاد خلال الفترة من أول كانون الثاني/ يناير الماضي إلى 10 آذار/ مارس الجاري، بنسبة 46%، ليبلغ 660 ألف سائح، مقابل 451 ألف سائح خلال نفس الفترة من العام 2011. وقد تضرر القطاع كثيرًا؛ نتيجة الاضطرابات التي عاشتها البلاد، إثر الثورة، حيث تراجع عدد السائحين الأجانب الوافدين إلى تونس خلال العام 2011، بنسبة 30%، بواقع 5 ملايين سائح، مقارنة ب7 ملايين قبل اندلاع الثورة وحسب أخر المؤشرات الصادرة عنها، سجلت وزارة السياحة وجود بوادر انتعاشة للقطاع، مع بداية العام الحالي؛ إذ ارتفع عدد السائحين الذين زاروا تونس خلال الفترة من أول كانون الثاني/ يناير الماضي إلى 10 آذار/ مارس الحالي، بنسبة 46%، ليبلغ 660 ألف سائح مقابل 451 ألف سائح خلال نفس الفترة من العام 2011. وفي إفادة ل "العرب اليوم" قال المختص في قطاع السياحة فؤاد سلامة: "المؤشرات الحالية تعكس تجاوز السياحة التونسية للمرحلة الحرجة، واستشرافها مواسم مزدهرة مع توقع وصول أعداد الزائرين بنهاية العام الجاري إلى 6 ملايين شخص، والعودة العام المقبل لتسجيل معدل 7 ملايين، مثلما تحقق في العام 2010 ".وأضاف سلامة: "تعود هذه الانتعاشة إلى تحسن أوضاع البلاد الأمنية، وشيوع الاستقرار حاليًا في منطقة شمال أفريقيا". تعمل تونس على تعويض الخسارة الفادحة، التي تكبدها القطاع السياحي خلال العام الماضي، والتي تجاوزت ال500 مليون يورو، حيث تراجعت عائدات القطاع من 2.3 مليار يورو في العام 2010 إلى 1.8 مليار يورو في 2011. وقد بدأت العديد من المناطق السياحية التونسية، تستعيد نشاطاتها وحركتها، بعد ركود دام أشهرًا طويلة، أثر سلبًا على العاملين بهذا القطاع، وعلى سبيل المثال لا الحصر، بلغ عدد الوافدين على مدينة مطماطة السياحية الجبلية (400 كلم جنوب شرق تونس) خلال شباط/ فبراير الماضي 1130 سائحًا، مقابل 51 وافدًا فقط، خلال نفس الفترة من العام 2011، كما بلغ عدد الليالي السياحية 1324 ليلة، مقابل 702 ليلة في شباط/ فبراير 2011. وفي إطار البحث عن أسواق جديدة، قالت وزارة السياحة، إنها حصلت خلال مشاركتها في معرض "إنتور ماركت"، على تعهّدات العديد من وكالات السفر الروسية بالعمل على زيادة سائحيها في تونس خلال العام 2012 بنسبة 30%، ليصل إلى 230 ألف سائح، مقابل 152 ألف سائح روسي زاروا البلاد في العام 2011، و188 ألفا خلال 2010، أي بانخفاض 19%، فيما عبّرت العديد من شركات السياحة الروسية عن استعدادها تنظيم رحلات إلى تونس خلال موسم 2012، انطلاقًا من 15 مدينة روسية، بعد أن كانت الطائرات تنطلق من مطارات 10 مدن. كانت الحكومة التونسية، أطلقت منذ منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي حملة ترويجية تحت شعار "اكتشف تونس من جديد"، وتهدف إلى الترويج بشكل علمي للسياحة التي تمثل أحد الأعمدة الأساسية لاقتصاد البلاد منذ استقلالها في العام 1960، ومؤخرًا تم توقيع اتفاقية شراكة لدعم حركة النقل الجوي غير المنتظم "شارتر" نحو تونس، كانت أطرافها الديوان الوطني التونسي للسياحة، والجامعة التونسية للنزل، والجامعة التونسية لوكالات الأسفار، وشركات الخطوط التونسية. وتهدف الاتفاقية التي تغطي الفترة ما بين آذار/ مارس و31 أيار/ مايو 2012، إلى تحفيز وكالات السفر، التي تنظم رحلات سياحية غير منتظمة نحو تونس، لابقاء رحلاتها المبرمجة من خلال تقديم دعم مالي. وفي حوار له مع قناة "الجزيرة" القطرية، أوضح وزير السياحة التونسي الياس فخفاخ، أن "هذه الخطة الجديدة ترتكز على تنويع، وتجديد المنتج السياحي التونسي، والترويج له باستخدام أحدث تقنيات الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعي، وفتح المجال دون عوائق أمام شركات الطيران العالمية للقدوم إلى المدن التونسية، وإعادة هيكلة مؤسسة السياحة التونسية إداريًا وماليًا، وتطوير نظام الحجوزات". في السياق ذاته، أكد المستشار الاقتصادي لرئيس الحكومة التونسية رضا السعيدي، أن "الحكومة الألمانية جددت، استعدادها الكامل لدعم الوجهة السياحية التونسية لدى وكالات السفر الألمانية؛ لمضاعفة عدد السائحين الألمان الوافدين على تونس، والوصول إلى نحو 500 ألف سائح خلال الموسم المقبل". وفي تصريح ل"العرب اليوم"، قال المستثمر في القطاع السياحي محمّد الشابي: "يجب أن نتوجه إلى الأسواق الجديدة كالصين وروسيا والخليج"، مشيرًا إلى أن "الخارطة السياحية العالمية تتغيّر، ومن غير المقبول أن نقتصر على الأسواق التقليدية، التي تمثل نسبة 80% من الزائرين القادمين للبلاد".