لم تكن شخصية هديل العلي معروفة لدى الكثيرين ولكن قد ذاع صيتها بعد تسريب الرسائل البريدية الخاصة ببريد بشار الاسد وزوجته اسماء ، وتبين أن هديل العلي كانت تحظى باهتمام خاص بين ثلاثة نساء برزت أسماؤهن في الرسائل مع شهرزاد الجعفري ولونا الشبل ويتردد أن هديل العلي كانت تعمل كناصحة مهمة للرئيس، بل ومستشارة إعلامية، ووسيطة بينه وبين شخصيات هامة قدمت له النصح من خلالها. في 20 نوفمبر الماضي، أرسلت هديل العالي صورة للرئيس وهو شاب على مقاعد الدراسة، مزيلة اياها بعبارة ” ظريف جدا، اشتقت إليك كثيراً”، وكانت تصف بشار الاسد بدودي “dude” وهو ما يكشف التزامها الشخصي والسياسي القوي تجاهه والحرص على بقائه. في الرسائل المسربة يصعد نجم هديل العلي بشكل متسارع في تقديم الدعم والمشورة لبشار لأسد ضمن عدد من الفتيات اللاتي يعشن في الغرب. بدأ نشاط هديل العلي التي تدرس بجامعة وارسو بأمريكا منذ اندلاع الاحتجاجات بسوريا، بكتابة مقالات شديدة اللهجة مؤيدة لبشار الاسد وتسهيل مقابلات وسائل الإعلام الغربية مع الرئيس، فضلا عن تقديم النصائح له في خطاباته وإفادته بمواقف الآخرين. والغريب أنه في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، بعثت هديل العلي برسالة إلى البريد الخاص بالأسد تتضمن رابطا لمقال أعدَّه مراسل “بي بي سي” بول وود، عن الأوضاع في مدينة حمص فجاءت هجمات الجيش النظامي بعدها بشهرين. وكانت هذه الرسالة بالتحديد تهدف إلى إبلاغ الأسد شخصيا بتوجه صحفيين غربيين إلى حمص عبر لبنان، فكانت النتيجة مقتل الصحفية ماري كولفين والمصور الفرنسي ريمي أوشليك في شباط/فبراير. كما أرسلت للأسد طلبات من صحفيين مؤيدين للنظام ولروايته بأن المقاتلين هم إرهابيون وإسلاميون متطرفون، لمقابلة الأسد. وكانت تقدم هديل العلي الكثير من النصائح لبشار الاسد مثلا أن يقول في خطابه “العداء لإسرائيل” يجب أن يكون الفكرة الأساسية لدى الشعب السوري، وطلبت منه أن يبدو “متوازنا وعقلانيا” عند الحديث عن الإصلاح. وكانت تتقرب هديل العلي لبشار الاسد وتثني فيها على مظهره العام، كما تثني على حكمته وجاذبيته.