يقيم التونسي صلاح ساسي المفرج عنه منذ أسبوعين من معتقل غوانتنامو في أحد مراكز الإيواء بالعاصمة الألبانية تيرانا، وستتواصل إقامته بهذا المركز إلى حين ترتيب استقراره النهائي في ألبانيا. وعلمت كلمة أنّ صلاح ساسي سيمنح مسكنا خاصا باتفاق بين السلطات الأمريكية والألبانية. و قد تم إطلاق سراح ساسي يوم 24 فيفري الماضي بعد نحو ثمانية أعوام من اعتقاله من قبل القوات الأمريكية، وجاء ذلك بعد سنوات من تبرئته من تهمة المقاتل العدوّ، وإحجام الإدارة الأمريكية عن ترحيله إلى تونس. وقد تمكن وفد من إحدى المنظمات المساندة لمعتقلي غوانتنامو من مقابلة المواطن التونسي في ملجئه. وكان قد تم ترحيل اثنين من المعتقلين التونسيين بغوانتنامو إلى بلادهم في جوان 2007 باتفاق رسمي، لكنّ ظروف التحقيق معهما ومحاكمتهما كثفت من ضغوط المنظمات الحقوقية على السلطات الأمريكية لمنع ترحيل بقية التونسيين الذين يرفضون بدورهم العودة إلى تونس. وبعد مرور أزيد من عام على وعد الرئيس الأمريكي بغلق معتقل غوانتنامو يتواصل اعتقال سبعة من المعتقلين التونسيين من ثمانية أعوام. وتقول مصادر حقوقية إنّ السلطات الأمريكية لا تزال تفاوض بعض الدول الأوروبية لاستقبالهم. جدير بالذكر أنّ صلاح ساسي هو ثالث تونسي يمنع ترحيله إلى بلده خلال الشهرين الماضيين خشية التعرض لسوء المعاملة. فمنذ أسابيع تم إطلاق سراح محمد علي حرّاث اللاجئ السياسي ببريطانيا بعد أن اعتقل في جنوب إفريقيا بموجب بطاقة جلب دولية أصدرتها السلطات التونسية. ورغم أنّ حرّاث مدان بنحو 80 سنة سجنا في بلده لم يكن ذلك كافيا للإقناع بمواصلة اعتقاله أو تسليمه. وفي 24 ديسمبر الماضي رحّلت السلطات الفرنسية الشاب ياسين الفرشيشي إلى السنغال بعد أن قضت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية بمنع ترحيله إلى تونس بسبب ما قد يهدد سلامته.