اليوم 17 ديسمبر 2012 تُحيى تونس الذكرى الثانية لاندلاع شرارة الثورة، و تحتضنُ سيدي بوزيد فعاليّات الإحتفال بهذه الذكرى من خلال تنظيم المهرجان التونسي لثورة 17 ديسمبر 2010 . و يُشرف رئيس الجمهوريّة محمد المنصف المرزوقي على هذا الإحتفال الذي يُنظّم بكافة أرجاء الجهة على غرار الشارع الرئيسي و ساحة الشهيد البوعزيزي و دارالثقافة بسيدي بوزيد . كما تجدر الإشارة إلى التنسيقية الجهويّة للجبهة الشعبيّة بالولاية تُنظم اليوم وقفة احتجاجيّة تعبيرا عن مقاطعة الإحتفالات " لأنّ الحكومة الحاليّة لم تسعى إلى تنفيذ استحقاقات الثورة من تنمية و تشغيل في سيدي بوزيد و في جميع الجهات المحرومة". و فيما يتعلّق بتجاذبات التّفاعل مع هذا المهرجان بين الإحتفال و المقاطعة ، أكّدت الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين أنّ هذا اليوم يُعبّر عن ذكرى انتزاع الشعب التونسي لحاجز الخوف و قوله لكلمته الحُرّة بعيدا عن الإستبداد. و أهمّ ما نحتفل به اليوم على حدّ تعبيرها هو ما أصبحت عليه تونس من حُرية تعبير و حرية في تشكيل الأحزاب و الجمعيّات . بذلك فإنّ عدم تحقيق الحكومة الحاليّة لاستحقاقات الثورة لا ينفي الإنجازات التي حقّقها الشعب التونسي و الذي يحتفل بها و إذا لم تستطع حكومة اليوم إيجاد الحلول للتحدّيات التي كبُرت و البطالة التي تفاقمت، و تباطئت في الإصلاحات المؤسساتيّة المتمثلة في القضاء و الأمن و رغم أنّ جهاز القمع القديم مازال فاعلا في تونس من خلال الكريموجان و الرّش و كل الأساليب القمعيّة فالشعب التّونسي لديه القدرة اليوم و من خلال هذه الثورة أن يغيّر الحُكّام الذين عجزوا عن تحقيق استحقاقاته . و عبّرت أخيرا بن سدرين عن يقينها في أنّ تونس ستكون دولة ديمقراطية يو م ينتهي هذا الدّستور الذي طال انتظاره ليتحقق الحُلم الذي لن يفرّط فيه التونسيّون على أرض الواقع.