بلغت الغازات المسيلة للدموع عمق 800 إلى 900 متر داخل حيّ الملاسين، مما تسبب في حالة هلع وسط الأهالي. أما نهج دار الجلد ونهج القصبة المؤدّيين إلى ساحة القصبة فقد وقع إغلاقهما بحواجز حديدية من قبل قوّات الأمن، وتمشيط متواصل على مستوى شارع 9 أفريل إضافة إلى اعتقالات. كما أفاد مراسلنا على عين المكان أن عناصر البوليس استعملت مواطنين عاديّين للقيام بعمليات التمشيط على متن درّاجات ناريّة. وقد أفادتنا مصادر حقوقية أن منظّمات المجتمع المدني تدخّلت لدى وزارة الداخلية وتم إطلاق سراح جميع المعتقلين. وكان مئات النشطاء قد توجّهوا إلى ساحة القصبة ليطلقوا اعتصام القصبة 3 فيما أطلقوا عليه تحرّك جمعة العودة، امتثالا لشعار رفعه معتصموا القصبة 2 حين شارفوا على فكّ الاعتصام، حيث رفعوا شعار "إن عدتم عدنا". وكان اعتصام القصبة 2 قد حلّ بعد سقوط حكومة السيد محمد الغنوشي وإعلان هذا الأخير لاستقالته من منصبه كوزير أوّل. ويقوم المشاركون في اعتصام القصبة 3 بتوزيع الورود مجانا تعبيرا رمزيّا عن سلميّة تحركهم. وفي اتصال هاتفي مع الأستاذ عبد الوهاب المعطر القيادي في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، أكد انه تعرض للاعتداء من طرف عناصر من البوليس السياسي بالزي المدني، كما تعرض للاعتداء كل من نضال العرفاوي من جمعية نداء الثورة وأمان الله ممثل عن صفحة "الحقائق الخفية" ورجل مسنّ. كما قال الناشط الحقوقي بمنظّمة حرية وإنصاف أحمد بن نصيب في تصريح لراديو كلمة أنه تعرّض إلى اعتداء من قبل عناصر بوليس ملثمين أثناء قيامه بتصوير التحرّكات، رغم استظهاره بما يفيد صفته الحقوقية، وأنهم احتجزوا الكاميرا. وقد علمنا لاحقا أنه استعاد الكامرا بتدخّل من منظّمات المجتمع المدني. وقال مراسلونا على عين المكان أن قنابل الغاز أطلقت بكثافة من قبل قوّات البوليس لتفريق المتظاهرين مما تسبب في حالات اختناق طالت حتى المتواجدين بمسجد القصبة الذين حوصروا في مرحلة أولى من قبل عناصر البوليس قبل أن يقع فتح المجال أمامهم للمغادرة، وقد انسحب المصلّون من المسجد فيما تمسّك عدد من المحتجّين بالاعتصام في المسجد، حسب ما أفادتنا مصادر حقوقية.