استمر إطلاق الصواريخ من غزة على جنوب إسرائيل أمس لليوم الرابع على التوالي مع تواصل القصف الإسرائيلي لقطاع غزة بينما اعتقل الجيش الإسرائيلي عشرات من كوادر "حماس" في الضفة الغربية. وأصيب طفلان في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الفلسطينيين شمال قطاع غزة. وكانت طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخا على مجموعة من الفلسطينيين في منطقة الشيماء في بلدة بيت لاهيا شمال غزة، ما أدى إلى إصابة طفلين على الأقل. وقالت مصادر طبية إن طفلا يبلغ من العمر 12 عاما أصيب في القصف الإسرائيلي ونقل إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، ووصفت حاله بالخطيرة، كما وصل إلى المستشفى طفل آخر إصابته طفيفة. وأعلنت إسرائيل تجدد القصف الصاروخي من قطاع غزة نحو المدن والبلدات الإسرائيلية الجنوبية، حيث سقط أربعة صواريخ من نوع "غراد" على بئر السبع جنوب إسرائيل، في حين اعترضت القبة الحديدية صاروخين في مدينة عسقلان. وقالت إذاعة جيش الاحتلال ان احد الصواريخ دمر أمس قاعة رياضية في معهد إسرائيلي داخل بئر السبع ودمرها بالكامل مشيرة الى انه " لم يتواجد احد داخل المعهد بسبب عطلة الصيف". وقال موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" ان منظومة الصواريخ "القبة الحديدية" اعترضت صاروخي "غراد" في مدينة عسقلان، في حين سقط صاروخ أخر في محيط مدينة بئر السبع دون وقوع إصابات أو أضرار مادية وقد سبق ذلك سقوط 7 قذائف هاون في منطقة "ساحل عسقلان" دون وقوع إصابات. وأشارت الشرطة الإسرائيلية إلى سقوط ثلاثة صواريخ في منطقة "ساحل عسقلان" حيث تسبب احد الصواريخ في إلحاق أضرار طفيفة في بعض المنازل، في حين سقط الصاروخان الآخران في مناطق مفتوحة دون وقوع أضرار أو إصابات. وقالت مصادر طبية أن عدد الإصابات في صفوف الإسرائيليين منذ بدء القصف الصاروخي الخميس الماضي وصل إلى 55، من ضمنهم إسرائيلية يحاول الأطباء إنقاذ حياتها في مستشفى سوروكا في بئر السبع، بعد ان وصفت حالتها بالخطيرة جدا جراء إصابتها أول أمس، في حين وصفت إصابات ثلاثة آخرين بالخطيرة، وباقي الإصابات بالمتوسطة إلى بسيطة. وقال ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي لموقع صحيفة "يديعوت احرنوت" انه يجب توجيه ضربة مؤلمة لجميع الفصائل في قطاع غزة، واستعادة قوة الردع لنوضح للفصائل الفلسطينية، بان الثمن الذي سيدفعونه سيكون باهظا بسبب إطلاق صواريخهم نحو مواطني اسرائيل. وقال ضابط رفيع للصحيفة "لقد انتهينا من إعداد خطة عمل عسكرية لمواجهة حركة حماس وكل الفصائل في غزة وسنوجه لهم ضربات وصولاً إلى عملية عسكرية واسعة النطاق". من جهة اخرى كثفت القاهرة، خلال اليومين الماضيين، اتصالاتها لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، عبر إعادة التهدئة، التي تردد أنه قد تجري إعادة تثبيتها خلال الساعات المقبلة، وإن كانت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين قد أوحت بعكس ذلك، لا سيما بعدما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ب«قطع رؤوس» مطلقي الصواريخ على المستوطنات. وفي مقابل الاتصالات المصرية لاحتواء الوضع في غزة، كانت إسرائيل تتحرك على خط آخر، إذ جنّدت تل أبيب أجهزتها الدبلوماسية لنزع فتيل الأزمة مع الجانب المصري بعد استشهاد ستة عسكريين بنيران جنودها في سيناء، وذلك بعد إصرار الحكومة المصرية على مطلبها الاعتذار عن هذا الاعتداء، مدفوعة بتظاهرات شعبية غاضبة، بلغت ذروتها أمس، بعدما تمكن شاب مصري من تسلق مبنى السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وانتزع العلم الإسرائيلي مع أعلى المبنى، مستبدلاً إياه بالعلم المصري.