اتهم الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي في حديث تلفزي أدلى به أمس لقناة الجزيرة القطرية،أطرافا بالوقوف وراء موجة الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ أيام، وحددها في ما اعتبرها "أقصى اليسار" و"أزلام النظام السابق". وأشار في نفس السياق إلى أن جزءا من مطالب الاحتجاجات هي مطالب شرعية، وأكد أن الاحتجاجات ليست بريئة، وأنه تم استغلال المطالب الاجتماعية وتسييسها وتحريضها من طرف أقصى اليسار الذي وصفه ب"اللامسؤول"، وأن أطرافا أخرى من أزلام النظام السابق تسعى من خلال بث الفوضى إلى تخريب الثورة. في المقابل اعتبر شكري بلعيد الناطق باسم حركة الوطنيين الديمقراطيين هذا الاتهام انسياقٌ وراء حملة مغرضة ضد اليسار، و لجوء إلى نظرية المؤامرة وتحميل المختلفين والمعارضين المشاكل عوض معالجتها. وأفاد بلعيد في تصريحه اليوم لراديو كلمة أن إجماعا حاصلا حول مشروعية مطالب الاحتجاجات، لكن المشكل يكمن في أسلوب الاحتجاج، حيث تتمسك الحركة وغيرها من الأحزاب بأن تكون الاحتجاجات سلمية ومدنية. وشدد بلعيد في نفس السياق على أن اليسار بمختلف مكوناته لطالما كان مسؤولا وفي الصفوف الأولى خلال الثورة وقوة بناء ودفع في بقية المحطات، كما اعتبر هذا الادعاء تناقضا مع القول بلا شعبية اليسار، في حين يتهم اليوم بتحريك الشارع في كامل البلاد . ودعا بلعيد الرئيس المؤقت إلى تحمل مسؤوليته، وإلى الدعوة إلى حوار وطني استعجالي يضم جميع الأطراف، باعتبار أن البلاد في حاجة إلى إجراءات استثنائية عاجلة، تطمئن الشارع وتهدّئه.