بدأ الرئيس التونسي المنصف المرزوقي اليوم، زيارته للمغرب و التي تستمر ثلاثة أيام ، اجتمع خلالها مع العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي استقبله بمطار الرباط الدولي، ورئيس الحكومة عبد الإله بن كيران ، كما سيزور قبر والده الذي توفي في منفاه مدينة "مراكش" المغربية. من جانبه دعا الملك محمد السادس، خلال لقائه بالمرزوقي إلى قيام نظام مغاربي جديد يأخذ في الحسبان التغيرات التي شهدتها ليبيا وتونس. وأضاف أن من مصلحة الأوروبيين أن تتقاسم مجتمعات الضفة الجنوبية نفس القيم في مجال الديمقراطية والعدالة. و تعتبر المغرب المحطة الأولى ضمن جولة الرئيس التونسي المغاربية الساعية إلى إعطاء دفع جديد لاتحاد المغرب العربي، المشروع المتعثر منذ إنشائه. وسيتناول المرزوقي ورئيس الحكومة المغربية الإسلامي عبد الاله بنكيران خلال المحادثات موضوع فتح الحدود الجزائرية المغربية المغلقة منذ سنة 1994 وتعزيز العلاقات الثنائية وخاصة المبادلات التجارية بين تونس و المغرب التي ما زالت ضئيلة . وبعد المحطة الرسمية في زيارته، سيتوجه المرزوقي غدا الخميس إلى مراكش لزيارة قبر والده المعارض الذي عاش في المنفى بالمغرب. وفي حديث مع وكالة الأنباء المغربية الرسمية قال المرزوقي "سنعمل هذه السنة على إعادة الانسجام بين أشقائنا الجزائريين والمغاربة والليبيين والموريتانيين بهدف إحياء حلم الاتحاد المغاربي الكبير المتعثر منذ سنوات". ونشير إلى أن تونس قد أعربت عن رغبتها باستضافة قمة الدول الخمس التي تشكل اتحاد المغرب العربي و المتمثلة في المغرب والجزائروتونس وليبيا وموريتانيا الذي تأسس في 1989 لكنه بقي حبرا على ورق. وكان الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر قد أكد في تصريحات صحفية ،أن هذه الزيارة تهدف أيضا لإزالة بعض من سوء الفهم الذي لحق العلاقة الثنائية بين البلدين مؤخرا، وكذا سوء الفهم الذي لحق العلاقة بين تونس والمغرب، إضافة إلى التباحث مع القادة المغاربة في كيفية للوصول إلى إزالة العوائق بين بلدان المغرب العربي. و بعد زيارته للمغرب سيتوجه المرزوقي الي موريتانيا ثم الجزائر حيث سيلتقي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة . و حسب بعض المراقبين سيكون الملف الأمني حاضرا بقوة في مباحثات الرئيس التونسي و الجزائري خصوصا بعد تسرب كميات كبيرة من الأسلحة من ليبيا و المحاولات العديدة لتسريبها إلى الجزائر عبر التراب التونسي و سيبحث الرئيس بوتفليقة مع نظيره التونسي تعاونا مشتركا لمراقبة الحدود و تنسيق التعاون الأمني. وللتذكير فإن هذه الجولة المغاربية للمرزوقي قد سبقتها زيارة مبكرة لليبيا ما بعد معمر القذافي، حيث كانت أول دولة زارها المرزوقي بعد انتخابه و التي أتت بعد استقباله في تونس لكل من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في 14 جانفي في الذكرى الأولى لثورة تونس.