يتواصل توقف نشاط كافة بطولات الرياضات الجماعية والفردية والمقابلات الودية في كافة ارجاء البلاد لمدة فاقت الشهرين منذ ثورة 14 جانفي 2011 مما يهدد بالغاء الموسم وخاصة منافسات كرة القدم. وباستثناء مقابلة متاخرة في كرة السلة مبرمجة اليوم السبت فان بطولات كرة القدم وكرة اليد /التي تاجلت منافساتها بسبب مشاركة المنتخب الوطني في دورة ماران الفرنسية/ والكرة الطائرة لن تقام في نهاية هذا الاسبوع ليتواصل تجمد النشاط الرياضي لمدة تجاوزت الشهرين. وتبدو وضعية بطولتي الرابطتين الاولى والثانية لكرة القدم اكثر تعقيدا. فاذا كانت وزارة الشباب والرياضة لا ترى مانعا في استئناف النشاط الرياضي موصية بخوض المقابلات دون حضور الجمهور فقد ابدت الجامعة التونسية الحياد تاركة الموضوع بيد الاندية. وترى الاندية بدورها انها غير قادرة على تحمل مسؤولية ضمان الامن في الملاعب كما لا ترغب في اجراء المقابلات دون حضور الجمهور حرصا منها على تامين بعض الايرادات في الوقت الذي تمر فيه بضائقة مالية وعجز عن تسديد مستحقات اللاعبين. ويذكر ان بطولة الرابطة المحترفة الاولى توقفت يوم 9 جانفي الماضي في ظل تردي الاوضاع الامنية تحت النظام السابق وفي خضم احداث الثورة فيما يتواصل تجميد بطولة الرابطة المحترفة الثانية منذ 26 ديسمبر الماضي. وكانت الجامعة التونسية لكرة القدم تامل في استئناف المنافسات في نهاية شهر فيفري الماضي في اعقاب مشاركة المنتخب الوطني للاعبين المحليين في بطولة امم افريقيا بالسودان قبل ان يحدد موعدا جديدا ل13 مارس وهو التاريخ الذي الغي مجددا. ويعلل كافة المسيرين هذا المازق الذي تواجهه البطولة بالظرفين الامني والمالي. وكان رؤساء الاندية قد وافقوا من حيث المبدا على استئناف مشوار البطولة خلال الاجتماع الذي عقد مع المكتب الجامعي مساء اول امس الخميس لكن يظل الخلاف قائما حول عدم حضور الجمهور. وفي ظل هذا الوضع تتوقع الجامعة التونسية الا تستانف البطولة نشاطها قبل موعد 17 افريل القادم بسبب التزامات الاندية التونسية في البطولتين القاريتين والاستحقاقات الودية والرسمية للمنتخبين الاولمبي والوطني. في هذا السياق يعتبر نوفل الزحاف رئيس النادي الصفاقسي ان "استئناف اللعب دون حضور الجمهور يقلل من نكهة المباريات ومن اداء اللاعبين" كما انه يضع شرط الحصول على المستحقات المتخلدة بذمة /البرومسبور/ وحق البث التلفزي والمنح العمومية. وتتكبد جل الاندية خسائر مادية بالغة جراء توقف النشاط الكروي. وعلى سبيل المثال يقدر حامد كمون رئيس جمعية النجم الساحلي خسائر الفريق ب500 الف دينار شهريا وهو ما يفسر الرغبة الملحة للفريق في استئناف البطولة بحضور الجمهور واعتبار خوض مباريات دون حضوره بلا جدوى علاوة على غياب النكهة رغم دقة الاوضاع الامنية في الوقت الراهن والحصول على الاستحقاقات الاخرى /حقوق البث والبروموسبور/ للايفاء بالتزامتها. وتؤكد النوادي الاخرى رغبتها في العودة الى النشاط الكروي مع تامين الظروف الامنية وضمان الايرادات المالية حيث يعتبرون ان تنظيم المقابلات دون حضور الجمهور من شانه ان يضر بالمصالح المادية للفرق كما ان عديد الاندية غير قادرة على تحمل المسؤولية الامنية في الملاعب. وعرضت بعض الاندية حلا وسطا لتفادي هذا الاشكال مثل النادي الافريقي الذي يقبل باجراء جولة دون حضور الجمهور قبل ان تاخذ البطولة بعد ذلك مجراها الطبيعي مع المطالبة في الان ذاته بالاستحقاقات المالية. كما اقترح ان تحذو الفرق حذو الاندية الاوروبية التي تتحمل بنفسها مهام الامن في الملاعب. وفي سياق ذي صلة اعلنت الجامعة التونسية للمبارزة اليوم السبت عن الغاء تنظيم دورة الجائزة الكبرى لمسار كاس العالم في سلاح السابر للكبريات التي كان من المقرر تنظيمها بالقاعة متعددة الاختصاصات بالحي الرياضي للشباب يومي 26 و27 مارس 2011 موضحة ان التاجيل ناتج عن "الظروف الخاصة التي مرت بها بلادنا في الفترة الاخيرة".