كوورة - بعد الثورة التي قامت في تونس منذ 14 جانفي 2011 ، شاهدنا العديد من التقلبات على جميع الاصعدة سياسية كانت أو اقتصادية ثم وصلت أخيرا الى المجال الرياضي فاصبحنا نسمع عن لاعب يريد خوض غمار الحياة السياسية الشيء الذي كان مستحيلا في العهد السابق...لكن مع تغير النظام في تونس اصبح كل شيء وارد و ممكن، ... أما الاثر السلبي للثورة فتمثل في ازدياد ظاهرة العنف داخل الملاعب و التسيب الذي أصبح ميزة تصرفات بعض الانصار. نعود الى مسألة محاولة بعض الوجوه الرياضية استغلال الشهرة التي يتمتعون بها من أجل خوض غمار الحياة السياسية و الترشح الى انتخابات المجلس التاسيسي على غرار شكري الواعر اللاعب السابق للترجي و ياسين بوشعالة اللاعب الحالي لشبيبة القيروان و أيضا الرئيس السابق لجمعية نادي حمام الانف منجي بحر هذا بالاضافة الى اللاعب السابق للنجم الساحلي صابر بن فرج...المشكل ليس في تقديم هؤلاء ترشحاتهم و انما هل هم قادرون على تقديم الاضافة المرجوة الى المجال الرياضي من بوابة السياسة فان كان ذلك متاحا فلما لا يأخذون فرصتهم و ان كان دخولهم الى المعركة السياسية من باب خدمة مصالحهم الضيقة فالافضل لهم أن يبتعدوا و يتركوا المجال لأصحابه. أما في ما يتعلق بظاهرة العنف في ملاعبنا الرياضية فقد تفاقمت بعد الثورة بشكل كبير نظرا للوضع الامني الهش من جهة وأيضا لعقلية بعض الجماهير الرياضية التي ترى في الملعب المكان الذي يستباح فيه كل شيء من ترديد لشعارات لا اخلقية أو تهشيم للكراسي و أحيانا وصل جنون الجماهير الى حد اجتياح الميدان في أكثر من مناسبة مما استوجب تطبيق قانون اللعب دون حضور الجمهور. وبعد عودة الامن الى تونس تدريجيا طالب الجميع بضرورة ارجاع الجماهير لحضور مباريات الترجي والافريقي في المسابقات الافريقية من أجل اعطاء دفع معنوي لممثلينا في القارة الافريقية لكن ما حدث نهاية الاسبوع الحالي في المنزه وضع علامة استفهام حول حضور الجماهير في الملاعب ....فاللقاء الاول الذي جمع السبت فريق الترجي بالمولودية شهد أحداث مؤسفة تمثل في تبادل العنف بين شقين من جماهير الترجي و ذلك من خلال رمي الشماريخ مما أدى الى اصابات في صفوف الجماهير...وهي تصرفات لن تزيد الا من تعقيد الوضع و قد تحرم الجماهير من حضور الملاعب في المباريات القادمة و تضع نقطة استفهام حول ما اذا كانت عودة البطولة ستكون بالجمهور أم لا ؟؟؟؟ أما في المباراة الثانية و التي دارت أيضا بملعب المنزه وجمعت النادي الافريقي بأسيك ميموزا الايفواري فقد شهد شوطها الاول توقفا للعب مدة 30 دقيقة كاملة نتيجة لتبادل العنف بين الجماهير و أعوان الامن الذين قاموا باخراج الجماهير المشاغبة خارج الملعب مستعملين القنابل المسيلة للدموع، ليتواصل بعدها اللعب ومن ألطاف الله انه تواصل و لم يحرم الافريقي من مسابقة أخرى . خلاصة القول يجب التوعية اللازمة من أجل المحافظة على رياضة كرة القدم في طابعها الرياضي و عدم الخروج بها الى عالم السياسة أو الانسياق وراء دوامة العنف الذي لا طائلة منه و لن يزيد الا من تعكير الاجواء و تسميم الجو العام بين الاندية و الفرق....هناك اغلبية من الجماهير واعية و مدركة لأصول اللعبة نتمنى أن ينجز الآخرون على منوالهم....