تربّع الدوري التونسي لكرة القدم على عرش الدوريات العربية والإفريقية بعدما حلّ في المركز الثامن عشر في تصنيف المسابقات المحلية على العالم والذي يصدره الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم سنوياً. ويأتي هذا التتويج على الرغم من الصعوبات المالية التي تعانيها الأندية التونسية وغياب الجماهير عن الميادين وتدهور حالة المنشآت الرياضية في البلاد جرّاء الانعكاسات السلبية للوضع الاقتصادي المتردّي إبان ثورة "الياسمين". ولئن كانت الظروف الأمنية والاقتصادية وحتّى الرياضية غير ملائمة لتألق رياضي تونسي فقد جاء اختيار الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم كأفضل بطولة إفريقية وعربية ليبرهن على قيمة الكرة التونسية وإشعاعها في العالم. نبذة عن الكرة التونسية بدأت رياضة كرة القدم في تونس في عام 1906 في فترة الحماية الفرنسية والتي كانت من عام 1881 إلى 1956. وانطلقت أول بطولة للدوري التونسي لكرة القدم في عام 1921 بتنظيم من رابطة تونس لكرة القدم، ثم منذ عام 1956 من قبل الجامعة التونسية لكرة القدم. وتعدّ أندية النادي الإفريقي والترجي الرياضي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي الأبرز في الكرة التونسية إذ تنحصر أغلب التتويجات المحلية والقارية بين هذا الرباعي الذي دائماً ما أحسن إعلاء راية البلد في المحافل الإقليمية والدولية. مقاييس الاختيار يتبع الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم معايير عديدة ودقيقة في منح النقاط لدوريات كرة القدم في العالم إذ يعتمد على التنظيم المميز للدوري، ودرجة قوته، وانتظامه وتطور أنديته، وحجم المتابعة الجماهيرية والإعلامية، بالإضافة إلى عنصر مهم وهو نتائج المنتخب الوطني ومشاركات الأندية القارية. يذكر أنّ الاتحاد منظمة تعمل على إنجاز أرشيف خاص بإحصائيات كرة القدم تأسست في 27 مارس 1986، في مدينة لايبزغ الألمانية، أسسها الدكتور ألفريدو بوجي. وكثيراً ما يستشهد الفيفا بإحصائيات من هذا الاتحاد. مميزات الدوري التونسي تتميّز الرابطة التونسية المحترفة لكرة القدم بقوّة المنافسة بين الفرق المشاركة في المسابقة المحلية سواء على مستوى التتويج أو تفادي الهبوط إذ غالباً ما تحسم الأمور في آخر المراحل خصوصاً في السنوات الأخيرة. وعلاوةً عن ذلك تعطي الجماهير التونسية التي ترتاد الملاعب رونقاً رائعاً تضفي به مسحة إضافية من الامتياز والإبداع على الدوري المشوّق. ولئن غاب الأنصار عن مساندة أنديتهم الموسم الفارط لأسباب أمنية بحتة فقد دبّت الحياة من جديد في الملاعب هذا الموسم وبدأت الأمور تعود إلى نصابها مع تحسن أوضاع البلد. عنصر آخر مهم يلعب لمصلحة الدوري التونسي هو تألق الأندية المحلية في المسابقات القارية إذ أحرز النادي الصفاقسي الموسم المنصرم كأس الاتحاد الإفريقي على حساب مازمبي الكونغولي في حين بلغ الترجي الرياضي نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا وأقصي أمام أورلندو بارتس الجنوب إفريقي. مقارنة مع بقية الدوريات تقدّم الدوري التونسي على عدّة دوريات عريقة في دول لها وزنها في عالم المستديرة على غرار بطولات أوروغواي (المركز 21) وسويسرا (المركز 22) والدنمارك (المركز 25) واسكتلندا (المركز 26) وصربيا (المركز 36) وكرواتيا (المركز 37). كما سبقت البطولة التونسية جميع نظيراتها العربية والإفريقية لتتفوّق على المغرب (المركز 19) ومصر (المركز 28) ونيجيريا (المركز 30) والعربية السعودية (المركز 32) وغيرها من دول القارتين.
