على الرغم من أننا نتمنى لو يقلب الترجي الرياضي المعطيات يوم السبت القادم وينتزع اللقب من مازمبي بمناسبة إياب الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية إلا أن واقع الأمور والمتمثل في التأخر بخمسة أهداف كاملة يجعل بطل الكونغو قريبا جدا من التتويج ومن المحافظة على لقبه ... لقب ثان على التوالي لا لكون هذا الفريق هو الأفضل على الساحة الإفريقية وإنما لأنه يملك أثرى رئيس ناد في القارة السمراء التي تتصرف في كرتها من سوء حظ الرياضيين الأفارقة كنفدرالية قررت وضع أغلى وأمجد الكؤوس على مستوى الأندية لمن يدفع أكثر ... وبما أن الملياردير موييز هو القادر حاليا على الدفع أكثر فقد وقع عليه المزاد للسنة الثانية على التوالي وقد تأتي الثالثة والرابعة إن لم يظهر على الساحة رئيس ناد أغنى منه يقدر على ترجيح الكفة لفائدته بعيدا طبعا عن الجدارة فوق الميدان والمستوى الفني. هذه هي حال الكرة في قارتنا السمراء وهذه هي أساليب وشروط التتويج بأمجد كؤوسها وتظاهراتها ولا غرابة إذن في أخبار الرشاوى التي وردت مؤخرا في شأن بعض كبار المسؤولين الرياضيين الأفارقة... إن سمعة الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم ما انفكت تزداد سوءا وتلوثا في الوحل بمرور الشهور والسنوات فالمادة غلبت على كل قراراتها بما في ذلك التتويج ببطولاتها التي أصبحت تباع في المزاد العلني ذلك أن مجرد تعيين حكم صاحب سوابق في التلاعب بنتائج المقابلات لإدارة دور نهائي يعد في حد ذاته جريمة في حق الكرة الإفريقية ويتحمل عواقبه مسؤولو الكنفدرالية وعلى رأسهم عيسى حياتو ... اللعبة محبوكة في الحقيقة وتعيين أكثر الحكام رشوة لمباراة لوبومباشي وأنزههم لمقابلة رادس هي الحلقة الأخيرة من العملية المدبرة لإبقاء اللقب في الكونغو وبالتحديد في قصر موييز ... والسؤال المطروح بإلحاح الآن هو بأي وجه سيأتي رئيس الكاف وجماعته إلى تونس بعد أن ظلموا وقهروا ممثلها في دور نهائي من المفروض أن يدور في كنف النزاهة والميثاق الرياضي؟ ... وكيف سيكون شعورهم وهم يقدمون اللقب الذي باعوه بالمزاد العلني لمن دفع أكثر؟ ... قد يكون الموقف صعبا ومحرجا إذا كان الأمر يتعلق برياضيين حقيقيين ومسؤولين نزهاء أما لمن باعوا ضمائرهم ومن ورائها بطولاتهم وكؤوسهم فإن الموقف سيكون عاديا بالنسبة إليهم وستطل علينا في عملية التتويج المسروق ابتساماتهم " الصفراء " التي تنبىء بحقيقة نفوسهم وشخصياتهم.