واجه المئات من المرضى الجزائريين الذين اعتادوا على السفر إلى تونس، بغرض العلاج، هذه الأيام، مضاعفات صحية، بسبب تأخرهم عن مواعيدهم الطبية، منذ أواخر شهر مارس الماضي، جرّاء غلق الحدود البرية وتعليق الرحلات الجوية بين الجزائروتونس، في إطار الإجراءات المتخذة للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد. ويوجد من بين المرضى من قاموا بإجراء عمليات جراحية في العيادات الطبية التونسية، وعادوا إلى الجزائر، لكنهم عجزوا عن العودة إلى تونس مجددا للخضوع إلى المراقبة الطبية ومتابعة حالاتهم، من طرف الأطباء الذين أجروا لهم تلك العمليات وبعضها دقيقة وحساسة، وهو ما أثر سلبا على حالاتهم النفسية، وساهم في تدهور وضعهم الصحي، خاصة أن بعض الأطباء الجزائريين يرفضون متابعة تلك الحالات، وقاموا بتوجيههم إلى أطبائهم في تونس، وهو ما عمّق من معاناة المرضى، الذين يأملون في انتهاء كابوس جائحة كورونا، حتى يتمكنوا من التنقل لإتمام العلاج. كما أن بعض المرضى الذين كانوا يتابعون علاجهم في بعض العيادات الطبية التونسية، وجدوا أنفسهم عالقين بعدما كانوا يداومون على المتابعة الطبية، في تلك العيادات لحالاتهم، والتي أكدوا أنها عادت إلى نقطة الصفر بعدما كانوا يداومون بصفة منتظمة على السفر إلى تونس، للحصول على الوصفات الطبية التي ساعدتهم على العلاج، حيث إنهم ضيعوا مواعيد المراقبة الطبية في العيادات التونسية، التي كانوا يتابعون فيها مراحل علاجهم، وكذا افتقادهم لبروتوكول العلاج، منذ غلق الحدود بين البلدين بعدما أكملوا الأدوية التي وصفت لهم من طرف أطبائهم في تونس، في حين يرفض الأطباء الجزائريون وصف أدوية لهم، لعدم علمهم بسوابقهم الصحية.